أعدت أم شابة تعاني من مرض السرطان الذي سيوصلها إلى الموت الحتمي، في محطتها النهائية، إرث من النصائح والإرشادات كجزء من هدية الوداع لإبنتها الصغيرة البالغة من العمر ثلاث سنوات، لترشدها وتساندها في رحلتها الطويلة في حياتها ومستقبلها، لتشعر أبنتها كأن والدتها ما زالت حاضرة، حتى بعد مماتها متغلبة على عتمة القبور.

كاترين هوبس (25 عام)، هي فقط واحدة من بين أربعة بريطانيين يعانون حاليا من ما يعرف بالورم اللحمي النسخي في الجزء الطري، ويوجد بثديها أكثر من 12 ورم ونتوءات في رئتيها. وفي البداية، قالت لها الممرضات بأن لا تكون مثل "ملكة الدراما" لتذمرها من نتوءات في ردفيها، مقللين من شأن ان تكون تلك النتوءات إشارات للإصابة بالسرطان، لكن مع الوقت تأكدت هوبس من إصابتها بالورم السرطاني بعدما خضعت لفحص تشخيص السرطان.
بالرغم من ان هوبس تعيش في حالة قلق، ووقتها يداهمها، لكنها مصممة على ان تنجز أكبر قدر من النصائح لابنتها إيلا لتزودها بالارشادات والتوجيهات خلال رحلتها الحياتية ومستقبلها. فقد حضّرت مجموعة مطلقة من البطاقات والاشعار والتسجيلات الصوتية والفيديوهات والرسائل، التي من خلالها تستطيع الام ان تساند أبنتها بأهم لحظات حياتها، ولتكون نصائحا دليلا تسير إبنتها على خطاه. فان المجموعة تضم بطاقات تهنئة لكل عيد ميلاد لابنتها، وفيديوهات تخص مناسبات تخرجها وزواجها وانجابها أطفال، ورسائل لكيفية التعامل مع تنمر طلاب المدرسة.
وتقول هوبس: "ربما ستكون إيلا متوترة أو متسائلة، مثلا عند جيل المراهقة ومرحلة نموها ، فقد كتبت لها كيف تتصرف وأن لا تحتار وترتبك لأن هذا الشيء طبيعي وأنها ستكون بخير". وتابعت: "وإن تعرضت إيلا للتنمر، فسأقول لها بأنه من المحتمل حصل ذلك بسبب كونها فريدة وأنها يجب أن تفرح لأنها مميزة".