شارك في الحرب العالمية الثانية حوالي 73000 عسكري أمريكي، مودعين اهلهم وزوجاتهم الى اراضي المعارك القاسية. ولكن ضمن عدد هائل من الجنود، لا يرجع الجميع الى منازلهم. اذ بعد حوالي أسبوعين ستتم عملية استعادة رفات الرقيب مارفين ستينفورد من سلاح الجو الأمريكي من هنغاريا ودفنها من جديد في مسقط رأسه بلدة كيستون في ولاية أيوا الأمريكية، وذلك بعد 66 عاما من فقدانه في الحرب العالمية الثانية.

سيعود رفاته بعد 66 عاما من وفاته
الرقيب ستينفورد كان يبلغ من العمر 22 عاما عندما صعد بصحبة رفاقه إلى مقدمة الطائرة الحربية بـ17 والمسماة آنذاك "الحصن الطائر" وذلك في قاعدة أميندولا في إيطاليا للقيام بمهمة عسكرية في برلين خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت مهمة ستينفورد التحضير لعمليات القصف التي ستنفذها الطائرة المقاتلة.
وأثناء العملية تم إسقاط الطائرة بنيران القوات النازية المضادة للطائرات فوق الأراضي الهنغارية ليتم بعد ذلك هبوطه بالمظلة مع باقي أفراد طاقم الطائرة. وكان ذلك في الرابع والعشرين من مارس /آذار عام 1945، أي قبل أقل من شهرين على انتهاء الحرب بعد إعلان ألمانيا الاستسلام لقوات الحلفاء. ومنذ ذلك الحين اختفت آثار ستينفورد. ولم يعد يسمع عنه شيء، بعد خلف زوجته روزيلا وابنته الصغيرة كارول آن.
ولكن تم مؤخرا العثور على رفات ستينفورد والتأكد منها وستتم استعادتها من هنغاريا لإعادة دفنها في مسقط رأسه في الولايات المتحدة الأمريكية.
عملية استعادة بقايا جثمان ستينفورد بدأت قبل حوالي سبع سنوات، تخللها جهود دبلوماسية وعلمية دقيقة وحساسة لكي يتم التحقق من الرفات يعود إلى ستانفورد وليس لجندي سوفيتي آخر. ففي عام 2004 وأثناء قيام السلطات الهنغارية بحرفيات لنقل نصب تذكاري روسي من وسط مدينة زيرتش في غرب هنغاريا إلى أحد ضواحي المدينة تم العثورعلى بقايا أكفان لجنود روس لكن واحدا من هذه الأكفان كان غير مطابق للنمط الروسي . وعند فتح الكفن عثر بطاقة معدنية باسم الرقيب ستينفورد.
في غضون ذلك تم إيصال المعلومات إلى أرملة ستينفورد وابنته. ولكن قبل استعادة رفات ستينفورد لابد من القيام بإجراءات دبلوماسية بين كل من روسيا وهنغاريا والولايات المتحدة الأمريكية. وفي الحادي والعشرين من الشهر الحالي ستتجمع ابنته كارول والعديد من أحفاده وأبناء أحفاده في منطقة سيدار رابيد على بضعة أميال من بلدة كيستون لحضور مراسيم دفنه من جديد. ولكن للأسف لن تتمكن زوجته من حضور هذه المراسيم إذ أنها توفيت في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أي في نفس الشهر الذي تم التحقق فيه من رفات زوجها.