دفعت تركيا تدخلها في الأزمة الداخلية السورية الى مستوى خطر ينذر بتوتر حدودي بين البلدين ويثير المخاوف من عزم السلطات التركية على إقامة منطقة عازلة على أحد جانبي الحدود المشتركة، عندما أعلنت انقرة أمس، أن قواتها البرية ستجري مناورات عسكرية على الحدود مع سوريا تبدأ اليوم وتستمر حتى 13 تشرين الأول الحالي، يشهدها رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الذي كرر القول إن بلاده عازمة على فرض عقوبات على النظام السوري.
الأسد غير قلق من الضغوط الدولية

من جهة أخرى منع الفيتو الروسي - الصيني المشترك في مجلس الأمن الدولي ليلة أمس الدول الأوروبية، مدعومة من الولايات المتحدة، من تمرير مشروع قرار يدين النظام السوري بسبب قمعه حركة الاحتجاجات، ويلمح إلى أنها قد تواجه عقوبات إذا واصلت حملتها على المحتجين.
في هذا الوقت، قال الرئيس السوري بشار الأسد انه غير قلق من الضغوط الدولية وتأثيرها على بلاده. وأبدى خيبة أمله حيال سلوك المسؤولين الأتراك، لكنه أشار إلى أن أنقرة لا تستطيع أن تؤثر على مسار الوضع في سوريا، ولا يمكنها أن تشكل تهديدا لنا، لافتا الانتباه إلى أن القيادة التركية بدأت تواجه متاعب في الداخل. وقال الأسد، خلال لقائه رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون العميد مصطفى حمدان ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا في دمشق، إن هناك سيطرة تامة على الوضع في سوريا ولا خوف على مستقبلها، مشيرا إلى أن المخطط التخريبي الأساسي قد ضُرب.
وشدد على انه ملتزم بتنفيذ روزنامة الإصلاحات التي وعد بها، وانه حريص على احترام المواعيد المدرجة في هذه الروزنامة بدقة، وأضاف: المستغرب أنني أتكلم بوضوح وأحدد آليات واضحة للإصلاح، ومع ذلك فإن البعض لا يريد أن يسمع، وهنا يكمن سر المؤامرة الكبرى.
وأعلن اردوغان، من بريتوريا، أن أنقرة تؤيد صدور قرار في مجلس الأمن يدين القمع في سوريا، كما أنها عازمة على فرض عقوبات على النظام السوري. وقال "إن مشروع القانون المطروح أمام مجلس الأمن من شانه إرسال رسالة تحذيرية"، مضيفا "نأمل نتيجة ايجابية لهذا التصويت على أن تجري بعدها محادثات أخرى حول الإجراءات الواجب اتخاذها".
وتابع اردوغان "لا يسعنا ان نقف متفرجين حيال ما يحصل في سوريا. انهم يقتلون ابرياء وعزلا. لا يمكننا ان نقول: لنترك الامور تسير على ما هي عليه". واوضح "سنعلن جدول عقوبات بعد زيارة الى انطاكيا"، نهاية الاسبوع الحالي او الاسبوع المقبل. وتابع "سبق ان اعلنا بعض الاجراءات التي لا يمكن ان تنتظر".
أنقرة تؤيد صدور قرار في مجلس

الأمن يدين القمع في سوريا
وأعلنت قيادة الجيش التركي أن سلاح البر سيبدأ اليوم مناورات في جنوب البلاد على مقربة من الحدود مع سوريا. وقالت، في بيان نشر على موقعها على الانترنت، ان مناورة التعبئة يلديريم ـ2011، وهي من المناورات المقررة للعام 2011، ستجري في اسكندرونة في محافظة هاتاي بين 5 و13 تشرين الاول.
واضافت ان الجيش يسعى بهذه المناورات الى اختبار طاقاته في مجال التعبئة والاتصالات مع مؤسسات عامة في حالة حرب. وتابعت ان لواء المشاة الميكانيكي التاسع والثلاثين و730 من جنود الاحتياط سيشاركون في المناورات. وتحيي المناورات العسكرية في هاتاي تكهنات نفاها المسؤولون الأتراك بأن تركيا تخطط لاقامة منطقة عازلة في سوريا لحماية المدنيين ومنع تدفق اللاجئين الى اراضيها.
وذكرت وكالة "الاناضول" ان العقيد السوري المنشق رياض الاسعد، دعا من انقرة، الى الوحدة في مواجهة نظام الاسد. وقال ان على قوات المعارضة في سوريا ان تتحد وترص صفوفها الى ان يسقط النظام. واتهم الاسعد، الذي منحته الحكومة التركية منبراً نادراً للتعبير السياسي من خلال وكالتها الوطنية للأنباء، ان النظام السوري يقتل أبرياء ويبث أنباء كاذبة.
إلى ذلك، استجابت الحكومة السورية لضغوط قطاعي الصناعة والتجارة، كما للانتقادات الإعلامية، وألغت أمس قرارها منع استيراد المواد التي يزيد جمركها عن 5 في المئة، وذلك بعد 10 أيام تقريبا على صدوره.
imagebank - AFP