رحل ستيف جوبز! تصدّر الخبر الصفحات الأولى لبعض الجرائد العربية والأجنبية، وحلّ عنوانا على فقرات النشرات الإخبارية. الرجل الخفيّ أدهش العالم باختراعاته، فهو أحد مؤسسي شركة "آبل" والعقل الذي يقف خلف اختراع الهاتف الذكي "آيفون" وجهازي الـ"آيبود" والـ"آيباد". لكن البعض لم يتعرّف على اسم هذه الشخصية إلا بعد رحيلها، بعدما خصص مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مساحة واسعة له.

موت جوبز أثار لدى "الآيفونيين"
خوفا على التفاحة المقضومة

موت جوبز أثار لدى "الآيفونيين" خوفا على التفاحة المقضومة التي قدمها الرجل إلى العالم. هي التفاحة الشهيرة التي اعتمدها كشعار لشركة "آبل"، والتي تساءل البعض عن سرّ جعلها مقضومة وليست كاملة. رحل جوبز ولم نعرف من قضم التفاحة. كأنه أراد أن يشغل العالم بالبحث عن الأجوبة بعدما شغله بإرثه الغني، وهو الذي اعتُبر واحداً ممّن غيّروا عالم التكنولوجيا برمتّه. لكن ما هو مؤكد ان هنالك 3 تفاحات غيّرت وجه العالم: تفاحة آدم وحواء، وتفاحة اسحاق نيوتن، مكتشف قانون الجاذبية، وتفاحة شركة "أبل" التي أسسها ستيف جوبز.

قائد الثورات التكنولوجية
لم يكن يترك لقب ايجابيا ولا سلبيا لم يحمله ستيف جوبز، فهو المخترع والمبادر ونجم الروك والسارق والمخادع والمناور وعبقري التسويق وغيرها. قاد جوبز ثورة في مجال الموسيقى الديجتالية، وبرع في تسويقها وكان هو صاحب الفضل الكبير في انشاء الحاسوب الشخصي المحمول.

والده عربي سوري الأصل
ولد ستيفن جوبز في 1955/2/24 وحمل اسم ستيفن بول لوالدته جوان كارول سيفل، ووالده عبد الفتاح جندلي وهو طالب جامعي في حينه ومن أصل سوري، واليوم هو دكتور في العلوم السياسية، وقد تم تحويل ستيفن للتبني لدى عائلة بول وكلارا جوبز في مدينة ماونتين فيو في كاليفورنيا حيث مقر شركة غوغل اليوم.

لماذا جوبز المحتال والسارق؟
برزت من بين أهم مواقف جوبز كمحتال ومخادع، حين أعلنت شركة "اتاري" عن جائزة مقدارها 100 دولار لكل من ينجح في ازالة واحدة من الرقائق من لوحة المفاتيح للعبة، فتوجه جوبز الى صديقه لوزنياك وعرض عليه مبلغ 30 دولار إذا نجح في ازالة احدى الرقائق من لوحة المفاتيح، فنجح لوزنياك بإزالة 50 رقيقة من لوحة المفاتيح، أما جوبز فقد تقاضى مقابل ما فعله صديقه مبلغ 5000 دولار، لكنه ادعى أمام صديقه أنه حصل على 700 دولار مقابل ذلك وانه سيمنحه نصف هذا المبلغ!!

طرد من شركة "أبل"
في العام 1985 حين كان رأس مال شركة "أبل" مليار دولار، وكانت تشغل نحو 400 موظف، طرأ هبوط على مبيعات الشركة من حواسيب "ماكنتوش" وهي الشعبة التي كان يرأسها جوبز في الشركة، فوقع خلاف حاد بين جوبز ومدير عام الشركة تطور الى جدال عنيف قال له خلالها جوبز جملته الشهيرة لمدير عام الشركة "هل تريد أن تغرف من ماء السكّر طوال حياتك أم تريد أن ترافقني لنغير العالم"؟! وعلى أثر هذا الخلاف تم فصل جوبز من عمله في شركة "أبل".

حوّل فشله الى نجاح

اتخذ قرارا بأن لا
يدرس المواضيع الإلزامية

وكان جوبز قد رسب قبل ذلك من جامعة "ريد كوليدج بعد الفصل الأول من التعليم، ثم اتخذ قرارا بأن لا يدرس المواضيع الإلزامية، وإنما سيحضر فقط الدروس التي تعجبه وتثيره، ومن ضمن برنامجه كانت دورة "كاليغرافيا" التي حضرها وكان في قمة الشوق واللهفة، ووصفها بأنها تاريخية وفنية من الدرجة الأولى، ولأكد لاحقا انه استعاد هذه الدورة في ذهنه ليصمم على أساسها حاسوب "ماكنتوش". فبعد كل فشل حقق جوبز نجاحا وثورة تكنولوجية هائلة.

منذ ولادته لم يلتق والده
ولد عبد الفتاح الجندلي والد ستيف جوبز في 1931 بمدينة حمص، حيث كان والده ثريا وصاحب أملاك، فغادرها وهو بعمر 18 سنة الى بيروت لمتابعة دراسته في الجامعة الأمريكية، لكن الوضع السياسي في بيروت حمل جندلي للسفر إلى الولايات المتحدة حيث كان يقيم أحد أقربائه، وهو نجم الدين الرفاعي، مندوب سوريا في 1954 لدى الأمم المتحدة بنيويورك، فأمضى عاما في الدراسة بجامعة كولومبيا، ومن بعدها في جامعة وسكنسن التي درس فيها بمنحة مكنته من الحصول على الماجستير والدكتوراه بالاقتصاد والعلوم السياسية. وأثناء الدراسة في وسكنسن كانت لعبد الفتاح جندلي علاقة بزميلة له من أصل سويسري ألماني، اسمها جوان كارول شيبل، وأثمرت قبل الزواج عن طفل أنجبته، لكن والد الطالبة كان محافظا كما يبدو، فرفضه كزوج لابنته، ولم ير جندلي طريقا أمامه سوى درب الانفصال عن الأم وابنها معا، فسار عليه حتى قبل أيام من ولادة الطفل في 1956 وتوارى عن الأنظار، أما هي فردت بالأسوأ وعرضت طفلها في سان فرانسيسكو على من يرغب بتبنيه، وسريعا ظهر الزوجان بول وكلارا جوبز فتبنياه، وأيضا اختفى للطفل كل أثر، ولم يلتق ستيف جوبز والده الحقيقي ولو مرة واحدة طيلة حياته التي استمرت 56 عاما، لكنه تعرف على شقيقته منى وربطت بينهما علاقة صداقة.

جوبز تنكّر لطفلته
أما ستيف جوبز الذي تزوج في 1991 من الأمريكية لورين بويل وله منها 3 أبناء، فكرر ما فعله به أبوه وأقام علاقة بأمريكية اسمها كريسان برينان، فأنجبت منه خارج الزواج طفلة في 1978 رفض الاعتراف بأبوته لها، فبقيت مع والدتها التي سمتها ليزا، ومن بعدها اعترف بها جوبز راضيا، وهي من بين من سيرثوا دولارات بمئات الملايين تركها، ومعها ترك الإعجاب لدى الصغير والكبير في 5 قارات.