تناقلت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية، تصريحات مولوي عبد الحميد، أحد كبار علماء السنة في إيران وإمام جمعة مدينة زاهدان، عاصمة إقليم بلوشستان جنوب شرقي البلاد، والتي احتج خلالها بشدة على ما وصفه "استمرار الضغوط الحكومية ضد أهل السنة في إيران"، مطالباً بوضع حد لسياسة التمييز وعدم المساواة.

عبد الحميد: نحن إيرانيون فلا نرضى
أن ينظر إلينا كأجانب
وتناولت وسائل إعلام غير حكومية تصريحات عبد الحميد نقلاً عن موقع "سني أون لاين" باللغة الفارسية، وخاطب فيها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالقول: "نحن إيرانيون، فلا نرضى أن ينظر إلينا كأجانب أو مهاجرين". وتأتي تصريحات إمام جمعة زاهدان في سياق الاحتجاج على المضايقات التي يتعرض لها أهل السنة، وآخرها منعهم من إقامة صلاة عيد الأضحى في بعض المدن الإيرانية الكبرى من قبل الأجهزة الأمنية.
لم نر وزيراً سنياً في الحكومات الإيرانية
إلى ذلك، أشار عبد الحميد إلى أن الحكومات الإيرانية المتعاقبة لم تُسلم خلال 33 عاماً، أي حقيبة وزارية لأهل السنة، وتحرمهم من أي منصب حكومي، ولم تعين أي منهم في البعثات الدبلوماسية والسفارات الإيرانية في الخارج، ولم تنصفهم عند توزيعها المناصب العليا في الأقاليم والمحافظات.
وتفيد الدراسات الميدانية أن جامعة زاهدان تضم 400 عضو في كادرها العلمي، 15 منهم من أهل السنة فقط، في حين يشكل البلوش السنة الأغلبية في هذه المدنية، ولا يوجد سني واحد في مجلس المحافظة ذات الكثافة السكانية السنية الكبيرة.
المرشد والرئيس لم يردا على احتجاجات السنة وكان 300 عالم من السنة في إقليم كردستان، وأعضاء في البرلمان، قد بعثوا برسالة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، كما بعث نشطاء ونواب سنة من البلوش برسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، عبروا من خلالهما عن استيائهم إزاء التمييز، ومرور ثلاثة عقود على فقدان المساواة، إلا أن من الرسالتين لم يرد عليهما.

"بناء مسجد للسنة مؤامرة صهيونية"
وجاء في الرسالتين ما مفاده: "نحن أهل السنة في إيران الإسلامية، نعيش في برزخ الانتظار، ومرت علينا ثلاثة عقود من التمييز وعدم المساواة، وتحملنا الملاحظات والمحظورات، ولكن لا أمل لنا في أن نرى نهاية عتمة الليل الحالكة، بل نواجه المزيد من التمييز اللاشرعي".
"بناء مسجد للسنة مؤامرة صهيونية"
ويذكر أن أي من كبار المسؤولين الإيرانيين لم يقدم أية إيضاحات بخصوص منع السنة من بناء مسجد لهم في العاصمة طهران، في حين أن الشيعة والسنة لهم مساجدهم في كافة المدن التي يطلق عليها "بلاد الكفر"، ويتمتعون فيها بحرية العبادة، إلا أن السلطات في الجمهورية الإسلامية تصف هذا المطلب السني البديهي بـ"المؤامرة الصهيونية الدولية، والاستكبار العالمي" بغية بث التمييز والفرقة بين الشيعة والسنة.
وكان مولوي عبد الحميد، إمام جمعة أهل السنة، قال في نهاية خطبة عيد الأضحى الماضي: "إن إقرار الأمن والوحدة لا يتمان عبر إطلاق الشعارات وتنظيم المؤتمرات، بل يتطلب تحقيق ذلك إقامة العدل والمساواة والقضاء على التمييز وإطلاق الحريات".