كشف الجاسوس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابيل الذي كان معتقلا لدى مصر بتهمة التجسس والتحريض، عن تفاصيل جديدة ومهمة تتعلق بطبيعة عمله خلال فترة تواجده بمصر في الأيام الأولى للثورة المصرية. وسرد جرابيل في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أبرزته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تفاصيل حياته في مصر وكذلك شعوره خلال فترة اعتقاله على ذمة التحقيقات، حتى الإفراج عنه بعد 5 أشهر في السجن.
ايلان: شعرت بالرعب والحيرة
وبطء بمرور الوقت
وقال الجاسوس الإسرائيلي الذي كان يحمل أيضا النوعية الأمريكية وتم الإفراج عنه بموجب صفقة التبادل التي أجرتها مصر مع إسرائيل بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح 25 سجينا مصريا بالسجون الإسرائيلية، في مقاله: "كنت آمل في إقناع العرب بأن الصهيونية التقيت بلادي لأن مصالحهم كانت مشتركة، وأننا يمكن أن نعمل معا من أجل السلام، ولكن في مرحلة ما بعد ثورة مصر ومستوى التعليم والتفاعل لدى المصريين، تم اعتقالي والحبس الانفرادي والتهديد في نهاية المطاف بالسجن مدى الحياة بتهم التجسس والتحريض بدلا من التوصل لتقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والمصريين كشعوب".
وسرد جرابيل ذكريات أيامه في الحبس الانفرادي قائلا: "شعرت بالرعب والحيرة وبطء بمرور الوقت، وأصبحت غاضبا للغاية لأنني كنت وحيداً معظم الوقت، ولكن عندما أمر النائب العام المصري بتجديد حبسي لمدة 14 يوما على ذمة التحقيقات شعرت بالفرح، لأن هذه الفترة أصبحت أفضل جزء من مراحل سجني، لأنني أيقنت أن المعاملة قد تتغير ويحدث مزيدا من التفاعل الإنساني تجاهي".
وقال الجاسوس الإسرائيلي المفرج عنه: "المحادثات كانت معي خلال فترة اعتقالي من جانب السلطات المصرية مرحة وغير مؤذية باستثناء بعض الاتهامات العشوائية، كمساهمتي في تهريب الأسلحة من الثوار الليبيين لمصر"، مضيفاً: "لقد وضعت في الحبس الانفرادي وخلال تلك الفترة زارني في محبسي وفد من القنصلية الإسرائيلية مرتين، وقد أمضيت معظم الوقت فى قراءة الكتب".
ايلان: أنا مسامحكم!!
وأضاف جرابيل: "مسألة اعتقالي بهذه الطريقة تؤكد أن الأحداث الأخيرة التي سبقت اندلاع الثورة وعمليات القمع لم تتغير، وأن التغيير الذي حدث في مصر بعد الثورة كان مجرد تغيير سطحي فقط".
وقال الجاسوس الإسرائيلي: "ورغم خطورة ذلك ترسل الولايات المتحدة الأمريكية متطوعين لحفظ السلام في المناطق المضطربة، الأمر الذي يصب في نهاية المطاف في مصلحة – الهسبرا- وهو المصطلح الذي يعنى السعي لتغيير المفاهيم المغلوطة والأساطير الخبيثة عن (إسرائيل) في المناطق التي تشهد عداوة ضدها وضد اليهود".
وأضاف جرابيل:"استطعت تغيير بعض مفاهيم أعضاء سابقين في جماعة الإخوان المسلمين"، مضيفاً: "حتى المسئول عن التحقيق والحراس الذين كانوا يشرفون على احتجازي قالوا لي قبل مغاردتي السجن "شالوم.. ونرجو أن تسامحنا".
وأوضح جرابيل "أن الإسرائيليين والعرب بإمكانهم الاستمرار في سياستهم المتبعة حاليا بتجنب بعضهم البعض، ولكن بإمكانهم أيضا التجرؤ على ذلك والتعايش مع بعضهم البعض"، قائلا: "أقول لهؤلاء الذين احتجزوني بالخطأ.. أنا مسامحكم".