قصة القس ماسيمو دونغي تتلخص في انه كان قد كذب على افراد رعيته عندما اخبرهم في مطلع الشهر الجاري بأنهم لن يروه لمدة أسبوعين أو ثلاثة لأنه قرر ان ينعزل خلال تلك الفترة في "خلوة روحانية للصلاة والتعبد والتأمل ومراجعة الذات والتعمق في القضايا الايمانية"، على حد قوله لهم، موضحا انه اتفق مع قس بديل كي يتولى مهام وعظهم وإرشادهم خلال فترة "خلوته".

القس الايطالي ماسيمو دونغي
ويقول افراد رعية القس في بلدة بيزنا بريانزا القريبة من مدينة ميلانو الايطالية انهم بادروا الى تهنئة ماسيمو على قراره ثم ودعوه حتى مشارف البلدة معبرين له عن تأييدهم لتلك الخطوة وتمنياتهم له بخلوة موفقة. لكن كل تلك المشاعر تحولت الى سخط وغضب عارمين عندما اكتشف افراد الرعية اخيرا ان القس ماسيمو البالغ من العمر (41 عاما) لم يكن في خلوة روحانية، بل كان من بين الناجين من كارثة السفينة كوستا كونكورديا التي جنحت وغرقت قبل نحو اسبوعين قبالة السواحل الايطالية بينما كان على متنها اكثر من 4 آلاف شخص.
فضيحة القس ماسيمو انكشفت وانتشرت على نطاق واسع في ايطاليا بعد ان كتبت احدى قريباته على صفحتها الشخصية في موقع فيسبوك انها وعددا من اقاربها كانوا من بين ركاب سفينة كوستا كونكورديا، وانهم نجوا جميعا بمن فيهم الأب ماسيمو دونغي. والطريف ان قريبة القس ماسيمو قالت انها تعتقد ان نجاتهم كانت بفضل صلواته ودعواته بعد حصول الكارثة التي ادت الى جنوح السفينة وغرقها في نهاية المطاف. لكن افراد رعية القس ماسيمو كان لهم رأي معاكس تماما بعد ان اكتشفوا انه كذب عليهم وانه لم يكن في "خلوة روحانية" بل كان في "رحلة سياحية".
وكتب كثيرون منهم تعليــقات ساخرة وغاضبة عبر مواقـع التواصل الاجتماعي معبرين عن خيبة املهم في القس الذي ضللهم على الرغم من انه من المفترض ان يعلّمهم الصدق والامانة. وكتب احد المعلقين ساخرا: "من الصعب ان نفهم كيف كان القس سيقضي خلـــوة ايمــــانية على متن سفينة سياحية وســــــط آلاف من الباحثين عن المتع الدنيوية. ان ما قام به ليس له سوى اسم واحد فقط، ألا وهو النفاق".