مسلسلات رمضان
حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات!
25/05/2020

فصول المناوشات والاتهامات وجولات المناكفة مستمرة بين الصين والولايات المتحدة. وقد استعملت الصين في حربها هذه ضد الاتهامات الأميركية المتواصلة منذ أشهر على خلفية فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من 5 ملايين إنسان حول العالم، شتى الوسائل، من "الأذرع الدبلوماسية" إلى الفيديوهات الساخرة، حتى وصل المطاف أخيراً إلى "الكاريكاتير". اقرأ المزيد من التفاصيل في موقع مسلسلات برو هنا: وزير خارجية الصين: بكين وواشنطن تقتربان من حافة حرب باردة جديدة!

إلا أن الرسم أتى هذه المرة دمويا، وحاداً لعل هذا ما دفع إلى حذفه بعد ساعات على نشره. وفي التفاصيل نشرت السفارة الصينية في باريس في وقت متأخر الأحد، رسما كاريكاتيريا يظهر أميركا وكأنها شبح الموت المتعطش للدماء، وهو يمر طارقاً أبواباً عدة من "العراق إلى ليبيا، فسوريا، ثم أوكرانيا وفنزويلا، وصولاً إلى هونغ كونغ". وفوق الرسم الذي أظهر الدماء تسيل من تحت تلك الأبواب التي طرقتها أميركا، كتب سؤال يتيم: "من التالي؟". إلا أن السفارة سرعان ما حذفت الرسم عن حسابها على تويتر دون تقديم أي إيضاحات.

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 1

هونغ كونغ تزيد الطين بلة

يأتي هذا في خضم الصراع والتوتر المتصاعد بين البلدين على عدة صعد وملفات، أذكاها بطبيعة الحال ملف الجائحة التي اتهمت فيها واشنطن بكين بعدم الشفافية، بل بمسؤوليتها أحيانا عن تفشي الوباء حول العالم. كما حل ملف مدينة هونغ كونغ خلال الأيام الماضية كفصل جديد من فصول التوتر، على خلفية استعداد بكين لفرض مشروع قانون حول الأمن، انتقدته أميركا معتبرة أنه ينتقص من الحريات في المدينة التي تتمتع بشبه استقلال ذاتي، ما دفع بكين إلى انتقاد الأمر بحدة في تصريحات أطلقها وزير الخارجية أمس.

فيديو ساخر

يذكر أن السفارة الصينية في باريس كانت نشرت أواخر أبريل أيضاً فيديو ساخرا، يصور حواراً بين تمثال الحرية ومحارب النينجا، في إشارة إلى البلدين المتصارعين. وفندت فيه السفارة ما أسمته أكاذيب وادعاءات واشنطن، ومواقفها تجاه العديد من التحذيرات التي أطلقتها الصين حول الوباء، ولم تلق آذانا صاغية، بحسب زعمها، من الإدارة الأميركية.

كما سرد الفيديو بطريقة "كوميدية" إلى حد بعيد التعارض في المواقف بين البلدين والقوتين الاقتصاديتين العالميتين. أتى ذلك في حينه بعد أن ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة إلى وجود معلومات بجعبته تؤكد خروج الفيروس التاجي من مختبر ووهان، البؤرة الأولى التي ظهر فيها الوباء في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وكانت بكين اتهمت مرارا السياسيين الأميركيين بالتفوّه بما وصفته بـ"أكاذيب مكشوفة" بشأن الفيروس المستجد الذي اجتاح العالم، بعدما هدد ترامب بأنه سيسعى للحصول على تعويضات من الصين.

حرب باردة قادمة.. كيف أجج حلفاء ترامب الخلاف مع الصين؟

التوتر الواقع حالياً بين الصين والولايات المتحدة يعيد إلى الأذهان الحرب الباردة التي انتهت قبل 3 عقود بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، فالمتابع للخطاب الأمريكي بشأن الصين على مدار الأسبوع الماضي يستشعر ذلك جيداً. مثال على اللهجة الجديدة هو جون هاولي، عضو جمهوري بمجلس الشيوخ، الذي وقف بساحة المجلس يوم الأربعاء، وألقى خطبة هجومية عصماء ضد الصين. "الصين خطر على كل الشعوب الحرة. فهي لا تسعى لأقل من الهيمنة. والشعب الذي أرسل رجلاً إلى القمر وهزم القمع الألماني والسوفييتي لن يقنع بالمركز الثاني خلف الإمبرياليين في بكين"، بحسب تقرير لصحيفة بريطانية.

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 2

وفي حين تزداد حدة الغضب الأمريكي إزاء فيروس كورونا والأضرار التي سببها، تظل الولايات المتحدة والصين عالقتين في دائرة من التوترات المتصاعدة، ويدفع دعاة الحرب في الناحيتين إلى تنفيذ تحركات قوية. اقرأ المزيد من التفاصيل في موقع مسلسلات برو هنا: وزير خارجية الصين: بكين وواشنطن تقتربان من حافة حرب باردة جديدة!

توتر هنا وتغير أوضاع هناك!

وفرض الصين القوانين الأمنية على هونغ كونغ وإنهاء نهج "بلد واحد ونظامان" فعلياً، الذي اتفقت عليه مع بريطانيا حين انسحبت في 1997، هو واحد من أكثر التحركات السياسية عدوانية من جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقوبل ذلك التحرك في واشنطن بخطط لفرض العقوبات على مسؤولين صينيين. وقد جاءت موافقة الرئيس دونالد ترامب على بيع طوربيدات بقيمة 180 مليون دولار إلى تايوان ليزيد من حدة التوترات. وفي الأيام القليلة الماضية، صارت واشنطن خلية نحل للأنشطة المناهضة للصين. فقد أسس الجمهوريون فريق عمل في الكونغرس لمجابهة ما يسمونه النفوذ "الخبيث" للحزب الشيوعي الصيني.

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 3

وبدا أنهم غير عابئين بمخاطر الصراع بين البلدين. يقول مايك غالاغر، عضو الكونغرس من ولاية ويسكونسن والعضو بفريق العمل: "نحن في حرب باردة جديدة. وما يهدد بنشوب نزاعٍ جديدٍ فعلاً هو رفضنا الاشتراك في لعبة المنافسة طويلة المدى التي يلعبها الحزب الشيوعي الصيني بالفعل". وهناك رموز أخرى في واشنطن تتبنى لهجة أكثر استفزازاً وسعياً إلى المواجهة. يقول كرتس إليس، أحد المستشارين الاقتصاديين للرئيس: "يرغب البعض في استمرار التعاون مع الصين بخصوص التغير المناخي أو التجارة. ولدينا كلمة نسمي بها هذا: المهادنة".

ما الطريقة الأمثل للتعامل مع تصعيد ترامب؟

لكن، بعد أعوام من الانعزال الأمريكي والدبلوماسية المتقلبة في عهد ترامب، فإن حلفاء أمريكا حذرون بشأن الإسراع إلى مواجهة الصين. إذ قال مصدر أوروبي دبلوماسي في واشنطن إن حلفاء الولايات المتحدة متوترون و"يحكون رؤوسهم"، متسائلين عن الطريقة الأمثل للتعامل مع التصعيد السريع من جانب إدارة ترامب. ويقول المؤرخ فرانسيس فوكوياما: "لقد خسرت الولايات المتحدة الكثير من مصداقيتها بسبب هذه الإدارة. وستتساءل العديد من البلدان الأوروبية عن إمكانية الثقة في الولايات المتحدة مستقبلاً. ستتطلب استعادة الثقة في القيادة الأمريكية الكثير من العمل".

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 4

لم تعد الولايات المتحدة تحاول التعاون مع الصين، وبدأت ترى كل معاملة بينهما مسابقة تسعى إلى الفوز بها. ومع أن الدول الأوروبية وبريطانيا معها تشارك الولايات المتحدة الكثير من تحليلاتها بشأن الصين، إلا أنها ما زالت تسعى إلى التعاون مع الصين في قضايا منها التغير المناخي.

ويخشى الدبلوماسيون الأوروبيون أيضاً أن طريقة ترامب قد تؤتي نتائج عكسياً. ففي الأسبوع الماضي كرر الرئيس ترامب تهديده بسحب التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية بصورة دائمة. وهنا تدخل شي جين بينغ فوراً وقدم ملياري دولار للمساعدة في مكافحة الجائحة.

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 5

وبالمثل فإن قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة، التي تسمح للدول بالطيران فوق مناطق بعضها، أزعج بعضاً من حلفاء أمريكا في الناتو. وكتب أنتوني بلينكن، مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسي الديمقراطي المرتقب جو بايدن: "عبر تقويض تحالفاتنا، والتنازل عن دورنا القيادي في المنظمات الدولية وهجر قيمنا ومبادئنا، عزز الرئيس ترامب موقف الصين وأضعف موقفنا نحن".

وستستمر بريطانيا في التخطيط لطريقٍ أكثر اعتدالاً من الولايات المتحدة، لأنها تعي أن الغضب الجمهوري تجاه الصين مدفوع بمجريات السياسة وبالأيديولوجيا أيضاً. فمع وفاة 100 ألف أمريكي جراء كوفيد 19 واقتراب نسبة البطالة من 15%، فإن لوم الصين على الفوضى الأمريكية يشتت الانتباه عن استجابة ترامب الفاشلة للأزمات.

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 6

القضية الرئيسية في الانتخابات الأمريكية

ويقول إليس، المستشار الاقتصادي للرئيس: "ستكون الصين قضية محورية في حملة 2020 الانتخابية. كل الطرق تؤدي إلى الصين. في 2016 ترشح ترامب على أساسٍ من رؤيته الواضحة للصين. ومنذ الجائحة، تحول كثيرون إلى وجهة النظر التي تبناها هو منذ وقت طويل. ولهذا السبب ربح الانتخابات في 2016. وإن فاز مرة أخرى، سيكون ذلك من الأسباب الكبرى لفوزه".

لكن هل الولايات المتحدة مجهزة لمثل ذلك الصراع؟ فقد أوهنت أمريكا الانقسامات السياسية الداخلية وعززت الصين من قوتها العسكرية المتزايدة في المحيط الهادئ. يقول فوكوياما: "المنافسة صعبة للغاية إلا إذا أصلحت الولايات المتحدة ديمقراطيتها. إن كنت ترى ذلك الصراع صراعاً أيديولوجياً طويل الأمد إذن علينا إصلاح أيديولوجيتنا، وجهل ديمقراطيتنا تعمل عملاً أفضل. ففي أثناء الحرب الباردة مع السوفيت كانت القوة الناعمة والنموذج الأمريكي مصدر قوة بالغ الأهمية. وإن لم يفلح هذا، فلن نحقق الكثير في مواجهة الصينيين، فهم تحدٍّ طويل المدى أكثر من السوفييت، وأذكى منهم بكثير".

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 7

وفي الأعوام الأخيرة، تراجعت الأفضلية العسكرية الأمريكية في مواجهة الصين، ما جعل البعض يتساءلون عما إذا كانت الولايات المتحدة ما زالت تملك الإمكانات اللازمة لمواجهة كبرى في المحيط الهادئ. يقول كريس بروز، مؤلف كتاب The Kill Chain: Defending America in the Future of High-Tech Warfare: "إنها حقيقة موضوعية أن التوازن العسكري في وسط آسيا قد اختل توازنه لغير صالح أمريكا في الأعوام الماضية. فقد تعلم الجيش الصيني عنا الكثير". وأضاف أن الصين ليست مجرد "قوة عظمى، فنحن نتحدث عن صعود إلى مرتبة قرين الولايات المتحدة. نحن نشهد نهاية التفوق العسكري الأمريكي. وسيكون الصراع طويلاً".

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 8

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 9

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 10

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 11

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 12

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 13

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 14

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 15

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 16

حرب بكين وواشنطن الباردة.. مناكفة بكاريكاتير دموي وخلاف واتهامات! صورة رقم 17