وجدت منظمة الأمم المتحدة نفسها في وضع "أمني" محرج وطريف في آن معاً، وذلك بعد أن نجح رجل ينتحل شخصية الكولونيل هارلاند ساندرز مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي الأميركية الشهيرة في أن يشق طريقه بسهولة في داخل المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك إلى درجة أن الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة المندوب الليبي علي عبدالسلام التريكي استقبله وصافحه دون أن ينتبه إلى الكولونيل ساندرز الحقيقي أنه توفي في العام 1980!!

"ما كان ينبغي لهذا الأمر أن يحصل"
الاختراق الأمني لمقر الأمم المتحدة من جانب سلسلة مطاعم كنتاكي حصل يوم الخميس الماضي عندما استطاع المنتحل الذي يدعى روبرت تومسون أن يتمكن، بفضل ملابسه التنكرية وشكله القريب جداً من شكل الكولونيل، من أن يتجاوز جميع الاجراءات الأمنية المشددة حتى وصل إلى المناطق الأكثر حساسية في داخل المقر.
والطريف في الأمر أن منتحل شخصية الكولونيل ساندرز حظي باستقبال الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة علي عبدالسلام التريكي الذي صافحه بحرارة وتم التقاط صورة لهما قبل أن يكتشف مسؤولو الأمن حقيقة الأمر ويسارعون إلى طرد الكولونيل المزيف.
وتعليقاً على تلك الواقعة المحرجة قالت ميشيل مونتاس الناطقة الرسمية باسم الأمين العام للأمم المتحدة انه قد تم اطلاق تحقيق داخلي حول ذلك الاختراق الأمني الذي خططت له سلسلة مطاعم دجاج كنتاكي كحيلة ترويجية. وأضافت مونتاس قائلة: "ما كان ينبغي لهذا الأمر أن يحصل... لقد كانت هناك هفوة أمنية أدت إلى ادخال ذلك الشخص المنتحل إلى داخل مقر الأمم المتحدة".
وتجدر الاشارة إلى ان سلسلة مطاعم كنتاكي تسعى منذ فترة في اطار حملة تهدف إلى الترويج لمنتجاتها الجديدة إلى "خلق لوبي" مناصر لها في داخل الأمم المتحدة، كما انها ابتكرت دولة خيالية أطلقت عليها اسم "Grilled Nation" وتسعى إلى قبول تلك الدولة كعضو في المنظمة الدولية.
وكانت سلسلة مطاعم كنتاكي قد وجهت في وقت سابق رسالة شخصية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبته فيها بأن يخصص مقعدا في الأمم المتحدة لعشاق الدجاج المشوي حول العالم، وهي الرسالة التي وصفتها الناطقة الرسمية مونتاس بأنها "باطلة ولا معنى لها مطلقاً".
من جانبه، نفى ناطق رسمي باسم الدكتور التريكي أن هذا الأخير قد عقد اجتماعا مع الكولونيل المزيف. وزعم الناطق ان كل ما في الأمر هو أن التريكي صافح ذلك "الضيف" من باب المجاملة خلال الواقعة التي حصلت يوم الخميس الفائت. وبالإضافة إلى صورة المصافحة مع الدكتور التريكي، فإن الكولونيل المزيف التقطت له صور في القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث بدا شعار الأمم المتحدة في أعلى الخلفية.


