خضعت إسرائيل مساء أمس لمطلب الرئيس التركي، الذي طالب الحكومة الإسرائيلية بتقديم اعتذار رسمي على ما قامت به تجاه السفير التركي من إهانة وتحقير وهدد بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ما لم تقدم إسرائيل اعتذارا رسميا. وقد بعث نائب وزير الخارجية الإسرائيلي دانيال آيالون رسالة اعتذار مساء أمس الأربعاء للسفير التركي لدى تل أبيب بعد أن تسببت معاملته "المهينة" في أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين الحليفين.

وكان آيالون، استدعى يوم الاثنين الماضي السفير أحمد أوجوز جليلقل للقدس احتجاجا على مسلسل درامي تركي تقول إسرائيل إنه "معاد للسامية" لأنه يصور عملاء بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وهم يقومون باختطاف أطفال أتراك. وخروجا على الأعراف الدبلوماسية دعا آيالون الصحافيين لالتقاط الصور وطلب من الصحفيين التأكد من ظهوره ومساعديه جالسين على كراسي مرتفعة بينما جلس السفير التركي على كرسي منخفض. وعندما أحضر أفراد الضيافة مشروبات للضيف أمر آيالون بإعادتها.

وجرى تصوير جليلقل وهو ينتظر في الرواق لبدء الاجتماع. وقال بعد ذلك للصحافيين إنه طوال مدة خدمته الدبلوماسية طيلة 35 عاما لم يتعرض لمثل هذه الإهانة. وأصدر آيالون في أعقاب ذلك بيانا مقتضبا أمس الأربعاء بدا أنه لا يرقى إلى مرتبة اعتذار، إلا أن الرئيس التركي عبد الله جول قال إنه ما لم تتخذ خطوات أخرى فإنه سيتم استدعاء السفير إلى أنقرة. وبعد ذلك بساعات وبعد تعرضه لضغوط متزايدة بعث آيالون برسالة اعتذار شخصية للسفير قال فيها: "لم تكن لدي أي نية لإهانتك شخصيا، وأنا اعتذر عن الطريقة التي تم التعامل بها".

وكتب آيالون في خطابه وفق النسخة التي تم تلقتها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "أود أن اعرب عن احترامي الشخصي لك وللشعب التركي، وأؤكد لك أنه رغم ما يوجد بيننا من خلافات في الرأي حيال العديد من القضايا إلا أنه يجب مناقشتها (القضايا) والعمل على حلها فقط من خلال القنوات الدبلوماسية المفتوحة والمتبادلة والمحترمة بين حكومة بلدينا". وأضاف: "برجاء إبلاغ ذلك للشعب التركي الذي نكن له احتراما كبيرا وآمل أن تسعى إسرائيل وتركيا لقنوات دبلوماسية هادئة من أجل إبلاغ الرسائل كدولتين متحالفتين".