يحرص النواب على تبييض صفحاتهم قبل موعد الانتخابات لتحقيق مبتغاهم ولاكتساب أكبر كم من الاصوات، وكم هو معروف فالغاية تبرّر الوسيلة. أما النائب اليميني الهولندي جريت فيلدرز، المعروف بتصريحاته المعادية للإسلام، سياسته عكسية وقد أعلن عن عزمه عرض فيلم جديد مناهض للإسلام عقب الانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر إجراؤها في التاسع من يونيو المقبل. وقال فيلدرز الذي يتزعم "حزب الحرية" اليميني: "الفيلم الجديد "فتنة 2" سيكون مثيراً، لكننا لن نقوم بهذا الأمر قبل الانتخابات".

النائب اليميني الهولندي جريت فيلدرز

وكان فيلدرز نشر الجزء الأول من فيلم "فتنة" على الإنترنت في مارس من عام 2008. وتضمن الفيلم صورا لهجمات إرهابية دموية مدمجة معها آيات من القرآن الكريم تدور حول القتال، وذلك بهدف وصف الإسلام كـ"أيديولوجية إرهاب دموية". ويعرض فيلم "فتنة 2" - بحسب وجهة نظر فيلدرز - الآثار المدمرة الناجمة عن الهجرات الجماعية من الدول الإسلامية إلى أوروبا، وأيضا الصراعات الإسلامية العنيفة، كما سيعرض أيضاً مساوئ الشريعة الإسلامية في قضايا الحرية، وحرية الرأي والتعبير.

وأكد فيلدرز أنه سينتج فيلمه بمساعدة أمريكية، حيث سبق أن طلب من أمريكا مساعدات مهنية لإعداد الفيلم، ولم يكشف عن الجهات الأمريكية التي زعم أنها قدمت له العون .

وأكد فيلدرز أنه سيعرض فيلمه في أعقاب الانتخابات البرلمانية الهولندية، والمقررة في 9 يونيو القادم، حيث ترى بعض الأحزاب السياسية أن عرض فيلمه قبل الانتخابات أمر غير ملائم، ومثير للتحفظات. ويأتي إصرار فيلدرز على إصدار فيلم "فتنة 2"، رغم خضوعه للمحاكمة بسبب فيلمه الأول "الفتنة"، والذي نسب فيه اتهامات الإرهاب للقرآن الكريم ونادى بتمزيق صفحات المصحف الشريف أو حرقها. وكانت النيابة العامة قد وجهت له إثر عرض الفيلم، تهم الإساءة للمسلمين، والتحريض على العداء والكراهية ضدهم.

وكان فيلم "الفتنة" الذي أصدر نهاية 2008، قد أثار الكثير من التوترات في الدول الإسلامية، حيث خرجت مظاهرات غاضبة ضد الفيلم، ولا تزال دول إسلامية عديدة ، من بينها الأردن ، تطالب بتسليم فيلدرز إليها لمحاكمته أمام القضاء الأردني، حيث أصدرت بحقه قرار ملاحقة دولية.