لا يوجد حدود ولا زمان ولا مكان للانسانية، فهي تتخطى جميع الحواجز لتغمر الناس بالعطف والرّحمة والمحبة في وقت الحاجة، عندما تغلق جميع الأبواب!! فعندما تدهورت صحة جيري سيلر بسبب تعطل كليتيه سألته زوجته السابقة سيندي عما إذا كان في إمكانها أن تفعل أي شيء من أجله فقال: لا أريد في هذه الدنيا سوى كلية واحدة حتى أعيش، فردت على الفور أنها مستعدة للتبرع بإحدى كليتيها.

أجريت العملية الجراحية المزدوجة في
المستشفى التابع لكلية الطب في كارولينا الجنوبية
وكان الطلاق قد وقع بين الزوجين بعد تسع سنوات من الزواج الذي أثمر صبيين في سن المراهقة، لكن ارتباطهما مع الصبيين جعلهما يستمران في العيش في منزل واحد. تقول سيندي أن جيري هو أفضل رجل في العالم.
وفي الوقت الذي تعرب عن الأسف الشديد لوقوع الطلاق، تقول إنهما بعد التخلص من رواسب الماضي اتفقا على وضع خلافاتهما جانباً من أجل الصبيين. أصبح مستعداً لعمل أي شيء ممكن من أجلي. وأنا كذلك مستعدة. وعن العملية الجراحية تقول: لقد قررنا أننا غير مستعدين للتضحية بأطفالنا من أجل أنانيتنا السخيفة. وأضافت ماذا يمكن أن أقول لطفليّ لو فقدا أباهما وهما يعلمان أنه كان في إمكاني إنقاذ حياته. لن أشعر بالأسف ما حييت، فالسعادة تغمرني على ما فعلت من أجل أولادي، ومن أجل الرجل الذي تقاسمت الحياة معه طوال تسع سنوات.