هل يمكن لعلاقة زواج مميز بين عاشقين من بلدين عدوين أن تحكم العلاقة بين هذين البلدين المتنازعين منذ عقود؟ الزواج المرتقب بين نجمة التنس الهندية سانيا ميرزا ونجم الكريكيت الباكستاني صهيب مالك أثار الكثير من مشاعر الرضا والاستهجان في آن واحد بين مواطني البلدين النوويين المتخاصمين وعلق احد مواطني دلهي بقوله "ألم تجد هذه المرأة رجلاً مناسباً لها هنا ؟".

سانيا ميرزا وصهيب مالك
وفي الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين الهند وباكستان بأدنى مستوى من التفاهم فإن اخبار هذين العملاقين الرياضيين اثارت شهوة وسائل الاعلام لدى البلدين، وبدت عناوين الصحف مثل "فصل جديد في العلاقات الهندية الباكستانية".
وقد اعلنت سانيا ميرزا التي تعتبر من اكبر نجوم رياضة التنس وأول رياضية هندية تحصل على كأس اتحاد المرأة للتنس عام 2005 ،الاثنين الماضي أنها تزمع الزواج من بطل الكريكيت الباكستاني صهيب مالك الذي قاد فريق الكريكيت الباكستاني بين 2007 و2009.
وفي حقيقة الأمر فإن الزواج بين الباكستانيين والهنود امر طبيعي، حيث إن الكثير من العائلات المسلمة التي هاجرت الى باكستان بعد انفصالها من الهند عام 1947 حافظت على علاقاتها باقربائها الذين ظلوا في الهند، الا ان الزواج بين نجمين رياضيين في وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين يظل امراً غير مسبوق. ويعلق رئيس تحرير صحيفة صنداي غارديان الهندية، ام جي اكبر- بقوله "انه يشبه زواج بطل جمباز اميركي ببطلة رياضية سوفيتية إبان الحرب الباردة".

مبروووك يا جماعة.. على أمل يقتدوا فيكو !
الهند التي خاضت ثلاثة حروب مع جارتها باكستان منذ 1947 أنهت اثر تفجيرات مومباي في نوفمبر 2008 فترة من السلام سادت بين البلدين متهمة الاستخبارات الباكستانية بالتورط في الحادث. وازداد التوتر في وقت مبكر من هذا العام بعد الاحتكاكات الحدودية بين الطرفين.
وتقول ميرزا إنها لا تقبل هذه المقارنة الجيوسياسية مع خطبتها من مالك "ان زواجي ليس له ادنى علاقة بالسياسة الهندية الباكستانية"، ونقلت عنها الصحافة الهندية قولها "هذه اسعد لحظات حياتي احس بالسعادة لأننا سنتزوج، نحن سعداء وكذلك عائلاتنا، انها سعادة لا عليها من مزيد".
وبعد الزواج المزمع اقامته في ابريل المقبل في كل من حيدر أباد والهند ولاهور وباكستان سيسافر الزوجين الى دبي للاقامة هناك.












