بعد أن تخطى طفولته القاسية أدرك أنه سيكون له شأن كبير في الحياة وفي المجتمع الذي ظلمه منذ نعومة أظافره. أسدل ستار الطفولة في الخامسة من عمره ومشى فلم يعد مقعد الدراسة يتسّع له، وبات جسده الصغير يضيق بأحلام كبيرة أحلامٌ لم تعرف لها طريقاً الاّ في العام 2002 حين أصبح رئيساً لبلاد البن السامبا. إنّه رئيس الجمهورية البرازيلية لويس اغناسيوس لولا دي سيلفا.

في تشرين ثاني 2002 حصل على أكثر
من 51 مليون صوت
ولد دي سيلفا في عام 1945 في ولاية فقيرة شمال شرقي البرازيل. لم يُكمل تعليمه الأساسي بسبب الفقر فاضطرّ للعمل ماسح أحذية في ضواحي ساو باولو وبائع خضار حيناً وصبياً في محطّة بنزين وخراطاً وميكانيكي سيارات أحياناً أخرى.
هو الطفل السابع للعائلة الفقيرة وبعد أسبوعين من ولادته هجر الوالد العائلة. عمله وهو طريّ العود جعله يخسر إصبعاً في يده اليسرى في أثناء عمله في مصنع قطع غيار للسيارات الأمر الذي دفعه للمشاركة في اتحاد نقابة العمال أول العشرينيات ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه واستطاع أن يحتّل منصب نائب رئيس نقابة الحديد في جنوب ساو باولو.
عام 1969 لم يحالفه الحظ في زواجه الأول إذ توفيت زوجته وعام 1974 تزوج امرأة ثانية وأنجب منها 5 أبناء. عام 1978 انتخب دي سيلفا رئيساً للنقابة التي كانت تضمّ آنذاك مئة ألف عامل. حياة دي سيلفا السياسية بدأت حينما أسس أول حزباً عمالي عام 1980 واعتقل في العام نفسه لمدة شهر بسبب الإضرابات التي قامت بها النقابة العمالية. وبعد 4 سنوات إنضمّ دي سيلفا للحملة التي كانت تطالب بإجراء تصويت شعبي مباشر لانتخابات الرئاسية البرازيلية آنذاك. وقد نجحت الحملة وتمّ إجراء أول انتخابات عام 1989 بالاقتراع الشعبي المباشر.
ومن الكونغرس دخل دي سيلفا المنافس على منصب رئيس الجمهورية إلا أنّ عدم نجاحه في الانتخابات الرئاسية لثلاث مرات متتالية لم يثنه عن التقدّم للترشّح مرّة مقبله إلى أن انتخب رئيساً للبرازيل في تشرين ثاني 2002 بعد حصوله على اكثر من 51 مليون صوت ليصبح اول رئيس يساري ينتخب منذ انشاء جمهورية البرازيل.
الرجل ذو الميول اليسارية عمل لتعزيز العلاقات البرازيلية الغربية والعربية ويُعدّ مهندس القمّة العربية وأميركا الجنوبية. له عدد من المواقف الجيدة في دعم القضية الفلسطينية كما نددّ بالعدوان الإسرائيلي المستمر وسعى دائماً أن يكون له مساهمة اكبر في احلال السلام في الشرق الأوسط. في أثناء عرض فيلم يروي قصة حياته عنوانه "ابن البرازيل" وذلك في افتتاح مهرجان السينما في برازيليا قال دي سيلفا "في حال لم يمت إبن شمال شرقي البرازيل قبل الخامسة من عمره فانّه يعيش سنوات مديدة.












