تفاخر السلطات والجيش الإسرائيلي في نجاحها بعملية السيطرة على الفينة الإيرلندية بهدوء وبدون صدامات، ولكنها لا تعترف بأنه كان بإمكانها السيطرة على سفينة مرمرة صباح الإثنين بنفس الطريقة، ما يؤكد بأن ذلك الهجوم كان مدبرا ومخططا له مسبقا. وقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل عملية السيطرة الجديدة من قبل القوات البحرية الإسرائيلية على السفينة الأيرلندية "ريتشيل كوري" آخر السفن المتبقية من أسطول "الحرية" الذي تم الاستيلاء عليه أيضا يوم الاثنين الماضي، وراح ضحيته أكثر من 16 شخصا، وجرح العشرات من نشطاء السلام.

البحرية الإسرائيلية تمكنت من السيطرة
على السفينة فى تمام الساعة
الثانية ونصف ظهرا
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت عبر موقعها الإلكتروني والقناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي عبر إرسالها المباشر: "إن البحرية الإسرائيلية تمكنت من السيطرة على السفينة فى تمام الساعة الثانية ونصف ظهرا، وبدأت بجرها لميناء "أشدود" الإسرائيلي، مضيفة أنه يأتي ذلك بعد أن توقفت السفينة الأيرلندية لمدة 20 دقيقة تقريبا في عرض البحر المتوسط، بعد محاصرتها من قبل البحرية الإسرائيلية، لمنعها من الوصول إلى قطاع غزة، وتجاهلها للنداءات المطالبة لها بعدم التوجه إلى شواطئ غزة، والتوجه إلى ميناء أشدود، وإنزال المساعدات هناك، ثم توصيلها إلى غزة عن طريق المعابر البرية.
وذكرت الصحيفة أن مصادر سياسية فى الحكومة الإسرائيلية أعربت بشدة عن رضاها من عملية السيطرة التي وصفتها بـ "الهادئة" على السفينة، ومن إدارة المفاوضات التي تمت مع الحكومة الأيرلندية في هذه القضية، بالرغم من الخلافات الجوهرية بين الدولتين، موضحة أن أيرلندا تصرفت بضبط نفس كبير، بالرغم من أن الحديث يدور عن أكثر الحكومات عداءً لإسرائيل فى الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يخشى من أن أي محاولة من طرفه للاقتراب من السفينة لمسافة كبيرة حتى لا تؤدي إلى انقلابها وتحدث كارثة للنشطاء، ولذلك ظل سلاح البحرية في حصار السفينة لوقت طويل، في ظل إصرارهم على الوصول إلى غزة.
ومن جهة أخرى أكد مجموعة من الخبراء أن استيلاء إسرائيل على السفينة الأيرلندية "ريتشيل كوري" هو بمثابة رسالة تبعثها للعالم لمنع أي سفينة جديدة من العبور لغزة لتقديم المساعدات، نافين أن يحدث رد فعل عالميا عنيفا تجاه ما حدث، خاصة أن إسرائيل لم تقم بالاعتداء على ركاب السفينة الأيرلندية، وأشاروا إلى أن مصر قامت بدورها الصحيح فى احتواء أزمة الاعتداء على قافلة أسطول الحرية من خلال قيامها بفتح معبر رفح للفلسطينيين بدون تحديد فترة زمنية.
وأوضح أن الدول العربية لن تقوم بأى دور لمواجهة إسرائيل، لعدة أسباب منها: أن الوضع العسكرى العربى ضعيف للغاية، كما أنهم يستوردون الأسلحة من الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن نظم الحكم العربية لا يهمها إلا الاستمرار فى الحكم، وأقصى ما ستقوم به هذه الدول هو الاحتجاج والتنديد.














