كل من لا يتكتّم على الأسرار العسكرية والدولية يعاقب، فهذه الأسرار يمكن أن تطيح بدولة بكاملها، خاصّة إذا كانت هذه الدولة هي اسرائيل، فمن يحاول أن يفشي سرّا من أسرارها فبالطبع سيكون مصيره بشعا للغاية، فأن نشاهد قاعدة عسكرية اسرائيلية على الانترنت يعتبر أمرا مستحيلا، لكن في الآونة الأخيرة حصل أمر غريب، إذ انشأت مجموعة من الجنود الاسرائيليين الذي انهوا خدمتهم العسكرية في قاعدة تصفها اسرائيل بالاكثر سرية في تاريخ الجيش موقعا على الموقع الاجتماعي المعروف "الفيس بوك"، وذلك بهدف تبادل الاحاديث حول خدمتهم العسكرية في تلك القاعدة وما مر عليهم خلال سنوات الخدمة الطويلة وفقا لصحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية.

امتنع الجنود عن كتابة أي شيء
يعرف بالقاعدة
وعرف الجنود موقعهم الجديد بعبارة يشاهدها كل من يدخل اليه تقول "هناك اشياء سرية واخرى لا نفهمها ولا نعرفها"، معرفين انفسهم بالنوعية الفضلى والاكثر تفوقا على الموقع الاجتماعي برمته، وذلك في اشارة لنوعية الخدمة العسكرية التي ادوها وخصوصية وسرّية القاعده التي خدموا فيها مطالبين من سبقهم في الخدمة بنفس القاعدة مشاركتهم الاحاديث والخبرات.
وسجل على الموقع الجديد حتى اليوم 271 "صديقا" عرفوا انفسهم بالاسماء الكاملة وجميعهم سبق لهم الخدمة في القاعدة السرية حيث كتب احدهم على صفحة البداية، من لم يخدم في تلك القاعدة خسر اشياء كثيرة في حياته، فيما كتب اخر: "ايها الاصدقاء لقد نلنا شرف التواجد في هذه القاعدة حافظوا على الاتصال فيما بينكم".
وامتنع الجنود المؤسسين وكذلك زوار واصدقاء الموقع عن كتابة أي شيء يحدد او يصف او يعرف بالقاعدة التي اجمعوا على سريتها ونوعيتها وخصوصيتها غير المعهودة. وتساءل بعض اصدقاء الموقع عن الطريقة الفضلى للمحافظة على الاسرار التي يحملونها وفيما يسمح لهم بالسفر الى تركيا بعد 7 سنوات من تسريحهم"، وهنا نصحته مجندة اخرى بعدم المخاطرة وضرورة الاتصال بقسم حماية المعلومات للاستيضاح قبل السفر.
وينشر الجنود الى جانب المراسلات الكتابية فيما بينهم صورا شخصية التقطوها داخل وحول القاعدة لكن كل من يشاهدها يدرك فورا بانها خضعت لعملية مونتاج شديدة الحرص على عدم الحاق الضرر بامن القاعدة وكشف مكان وجودها وفقا ليديعوت احرونوت .