يعتزل القس الجنوب افريقي ديزموند توتو الحياة العامة في تشرين الاول القادم عندما يبلغ الـ 79 عاما.. وقال توتو الذي يعد أحد أبرز مناهضي التفرقة العنصرية في العالم: "بدلاً من الاستمتاع بالتقدم في العمر في منزلي مع أسرتي، وقضاء الوقت في القراءة والكتابة والصلاة والتدبر، فقد أمضيت كثيراً من وقتي في المطارات والفنادق."

وتابع في بيان أصدره الخميس: "لقد حان الوقت لأن أبطئ من هذه الوتيرة، وأن أرتشف الشاي قبل الغروب مع زوجتي الحبيبة، ومتابعة مباريات الكريكيت، والسفر لزيارة أبنائي وأحفادي، بدلاً من التواجد في المؤتمرات والندوات وقاعات الجامعات."
ورغم اعتزال القس توتو عمله كأسقف لكنيسة كيب تاون في عام 1996، إلا أنه بقي رئيساً للجنة "الحقيقة والمصالحة"، والتي كانت مهمتها التحقيق بالجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها جنوب أفريقيا في ظل الحكومة العنصرية، ولكنه اعتزل المنصب عام 1998.
ومنذ ذلك الحين، سافر القس الجنوب أفريقي إلى العديد من دول العالم، لإلقاء محاضرات وحشد الدعم للكثير من القضايا الإنسانية، مثل مكافحة مرض الإيدز، ومناهضة أسلحة الدمار الشامل.
وسعى مجلس الحكماء إلى تسوية الكثير من النزاعات حول العالم، ومن بينها المشكلة القبرصية، والأوضاع في إقليم دارفور غربي السودان، وكذلك الدعوة لعالم خال من الأسلحة النووية، والدعوة لحماية حقوق النساء والفتيات.
وكان القس الجنوب أفريقي ديزموند توتو عضواً باللجنة التي شكلتها شبكة CNN لاختيار أكثر عشر شخصيات مؤثرة "أبطال"، ساهمت في تقدم مجتمعاتها.
كما كان له دور في إطلاق سراح الصحفي البريطاني، بول مارتن، الذي احتجزته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في فبراير/ شباط الماضي، أثناء تواجده في قطاع غزة، بعد الاشتباه في قيامه بـ"أعمال تجسس" لصالح إسرائيل.