هل تطبق قوانين العقوبات السارية في مباراة كرة القدم على أعضاء مجلس العموم البريطاني؟ صاح رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو في أعضاء المجلس قائلاً "الهدوء! الهدوء! أرجو الهدوء!"، في محاولة منه لحفظ النظام في المجلس، بل إنه اضطر فيما بعد لمناشدة نواب المجلس عدم الصياح بكامل طاقتهم أثناء الحديث "حرصا على صحتهم".
من كلام بذيء لعنف لضرب..

ساحة مصارعة!!
وفيما يتعلق بأمر الضوضاء في مجلس العموم البريطاني فإن بيركو قد ضاق ذرعا بصياح زملائه في المجلس، ووصفه بأنه "صياح تعتبر أصوات الفوفوزيلا في كأس العالم إلى جانبه بمثابة همس بعيد"، وتقع على عاتق بيركو بصفته المتحدث باسم مجلس العموم البريطاني مسؤولية الحفاظ على سير النقاشات في المجلس بسلاسة ودون مشاكل، ما دفعه مؤخرا للمطالبة باعتماد وسائل نظامية في البرلمان على غرار البطاقة الصفراء والحمراء المستخدمتين في كرة القدم.
ويترقب بيركو الوقت المخصص لرد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على استفسارات أعضاء المعارضة وانتقاداتهم، هذه الدقائق الثلاثون المخصصة لردود رئيس الوزراء على المعارضة هي التي جعلت رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يتألق أمام خصومه، وهي نفسها التي أتاحت لكاميرون فرصة إحراج رئيس الوزراء السابق جوردون براون وجعله يتصبب عرقا عندما كان كاميرون زعيماً للمعارضة.
واضطر بيركو مؤخرا لتوبيخ أحد النواب لأنه وصف وزير التعليم البريطاني مايكل جوف بأنه "قزم مثير للشفقة"، وكان أحد النواب قد هاجم بيركو نفسه قبل ذلك بأيام قائلا إنه قزم غبي، وكان وزير الصحة البريطاني سيمون بيرنس هو الجاني هذه المرة، هذه الإهانات معروفة في مجلس النواب البريطاني منذ وقت طويل وعانت منها "المرأة الحديدية" مارجريت تاتشر ذات يوم عندما شببها أحد النواب بأنها "جامحة "، وعانى منها توني بلير عندما وصفه أحد النواب بأنه "رجل غبي".
ومن أكثر الإهانات شيوعا في مجلس العموم البريطاني كلمة "كذاب" و كلمة "وغد" و كلمة "منافق"، ويراهن بيركو على التلفاز في نجاح اقتراحاته الرامية لحفظ النظام في مجلس العموم على اعتماد بطاقات إنذار وبطاقات إخراج من المجلس، وليس من حق كاميرات التلفزيون في الوقت الحالي تسليط الكاميرا إلا على النائب الذي أعطيت له الكلمة، وذلك للحيلولة دون أن ينظر جميع البريطانيين على سبيل المثال إلى أحد النواب وهو يضع اصبعه في أنفه عند شعوره بالملل دون أن يدرك أن ضوء الكاميرا مسلط عليه.
ساحة المصارعة - البرلمان من حول العالم






