منذ انطلاق ما يسمى بمصطلح العولمة، والرموز الدينية على اختلافها تتعرض يوميا لضربات، الواحدة تلو الأخرى فيما يشبه الحرب على الديانات.. فقد أقرت محكمة الاستئناف في أمستردام حكماً سابقاً لصالح شركة المواصلات البلدية في العاصمة الهولندية، ويسمح الحكم للشركة بأن تمنع العاملين في وسائل النقل التابعة لها من ارتداء الصليب بشكل ظاهر للعيان.

يسمح الحكم للشركة بأن تمنع العاملين
من ارتداء الصليب بشكل ظاهر للعيان
من جهته توجّه عزيز إلى محكمة القضاء الهولندي، معتبراً أنه ليس من العدل ولا من الإنصاف أن يمنعه أحد من ارتداء قلادة تحمل رمزاً دينياً أثناء العمل، بينما تسمح الشركة في نفس الوقت للعاملات المسلمات بارتداء غطاء الرأس. ما اعتبره عزيز تميزاً على أساس الدين والمعتقد، قائلاً إن غطاء الرأس هو رمز ديني أيضاً.
وفي مقابلة صحافية مع المواطن الهولندي عزيز أكد قائلاً "لم ينظر القاضي (الابتدائي) إلى مسألة المعاملة المتساوية تجاه ديانتين في شركة واحدة، بل اكتفى بالنظر إلى حق رب العمل في وضع قواعد العمل الرسمي".
وعن مجريات المحكمة قال: هذا لم يكن موضوع شكواي أنا لا أتحدث عن القلادة وحدها بل أتحدث عن الصليب، فهناك عاملون من ديانتين أخريين في الشركة، فلماذا يسمح لأتباع إحدى الديانتين، في إشارة إلى المسلمين، بكل شيء، ولا يسمح بشيء لأتباع الديانة الأخرى (المسيحية), لذلك قررت استئناف الحكم لأنني حقيقة الأمر غير مقتنع برأي المحكمة".
لكن بحسب رأي المحكمة فليس هناك أي تمييز، فالقضية تتعلق بتعليمات موحّدة بخصوص المظهر الخارجي، إذ يُمنع الجميع من ارتداء القلادة فوق بدلة العمل الرسمي. يُذكر أن شركة المواصلات البلدية في أمستردام تستند إلى قاعدة عامة تطبقها على جميع المنتسبين إليها وهي: لا يُسمح بارتداء القلائد بشكل ظاهر فوق الزي الرسمي لأسباب تتعلق بالسلامة العامة.
أما غطاء الرأس الذي ترتديه بعض الموظفات المسلمات فلا يتعارض مع قواعد الشركة، بشرط أن يظهر عليه شعار الشركة. وتقول الشركة المملوكة لبلدية أمستردام إنه بوسع السيد عزت عزيز أن يعبر عن انتمائه الديني من خلال خاتم في إصبعه أو قرط يوضع في الأذنين يحمل علامة الصليب.