حظيت لوحة "بيلدنيز فاللي" للفنان النمساوي إيغون شيللر باستقبال رسمي عند عودتها من نيويورك إلى فيينا. هذا، ولم تنته مراسم الاحتفال والاستقبال بعد أن أعيدت اللوحة، التي يجمع النمساويون على وصفها بأنها اللوحة التي لا تقدر بثمن، إلى موقعها الذي ظلت عليه منذ عام 1954 في حجرة شيللر بمتحف "ليوبولد" بالمنطقة السابعة في العاصمة النمساوية فيينا؛ إذ أعلن المتحف أنه سيمدد مواعيد عمله يوميا من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء، وبنصف قيمة الدخول، وذلك حتى تتمكن الجماهير النمساوية المتعطشة من الاستمتاع برؤية اللوحة والاطمئنان على أنها قد عادت إليهم.

دفع مبلغ 8 مليارات يورو مقابل
استعادة 5 آلاف لوحة

وكانت اللوحة التي رسمها الفنان التعبيري إيغون شيللر كبورتريه لمحبوبته فالبرورغا نويزيل عام 1912 قد نزعت من موقعها المقابل لبورتريه رسمه شيللر لنفسه بالأسلوب والألوان والنمط ذاته، بعد أن أقرت محكمة عام 1998 بقانونية تسليمها لورثة عائلة أميركية يهودية تظلمت من أن السلطات النازية صادرت اللوحة من ذويهم عنوة. وتلك تهمة تلهب ظهر عدد مقدر من اللوحات والمقتنيات الفنية في عدد من المتاحف النمساوية.

من جانبه، ظل المدير السابق لمتحف "ليوبولد" للفنون المعاصرة، رودلف ليوبولد، يقاتل لأعوام لاستعادة معظم اللوحات التي اضطرت السلطات النمساوية لإعادة تسليمها لملاكها السابقين بعد نزاعات قانونية شرسة. وفي سبيل ذلك ثبت أنه دفع مبلغ 8 مليارات يورو مقابل استعادة 5 آلاف لوحة.

وكان رودلف ليوبولد يعمد عادة للتأكيد على أنه لا يعلم حقيقة تاريخ اللوحات ولا يشغل نفسه بغير ضرورة استردادها. وفي سبيل ذلك فإنه كان يلجأ لعقد صفقات جانبية مباشرة عبر محامين بعيدا عن قاعات المحاكم. ومن تلك الصفقات هذه التي استرد بها لوحة "بيلدنيز فاللي" باتفاق مع الورثة، بعد سجال قانوني استمر لمدة 13 عاما، دافعا 19 ألف يورو ثمنا للوحة فقط في حين لم يكشف كم تقاضى المحامون.

المؤسف في الأمر أن رودلف ليوبولد شخصيا لم يكن بين الحضور ممن استقبلوا اللوحة العائدة التي ينادونها تحببا بـ"فاللي"؛ إذ توفى قبل أقل من شهرين لتخلفه زوجته في إدارة المتحف الذي يحمل اسمه.