ديمقراطية فرنسا تفضح نفسها في فرنسا، فهذه الديمقراطية لا تستطيع اليوم وبعد إقرار قانون حظر النقاب، أن تنظر في عيون "جميلة" المسلمة الفرنسية، ليس بسبب إرتدائها الحجاب بل لأنها دونت قصتها في كتاب. كل التجارب تصلح لأن تتحول إلى كتب تدر على أصحابها، وبالأحرى صاحباتها، عائدات وفيرة في فرنسا، وخصوصا عندما تقع في مجال حاسة شم ناشر يعرف من أين تُؤكَل الكتف.

الجزائري المهاجر الياس حجاج
فتحتَ عنوانِ "كبش فداء الجمهورية"، نقلت منشورات "ميشالون" الباريسية حكاية المرأة الفرنسية البالغة من العمر 32 سنة، التي تحولت من الكاثوليكية إلى الإسلام، وكانت الزوجة الثانية لمهاجر عربي من الجزائر يدعى إلياس حجاج، متهم بتعدد الزوجات والتحايل على قانون المساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة للعائلات. وما كان لهذه الحكاية أن تنكشف ولا أن تكون دافعا مباشرا لإصدار قانون يحظر النقاب في فرنسا لولا أن شرطي مرور أوقف ساندرين، قبل أشهر، وهي تقود سيارتها غير بعيد عن بيتها في مدينة نانت، بغرب فرنسا، وحرر لها مخالفة لأنه اعتبر نقابها عائقا لوضوح مجال الرؤية عند القيادة.
رفضت السائقة يومذاك - كما أوردت "الشرق الأوسط" في حينه - دفع الغرامة وعقدت مؤتمرا صحافيا لتوضيح وجهة نظرها. وكان من الطبيعي أن تتركز عليها أضواء وسائل الإعلام الباحثة عن قصة مثيرة، غير أن الأضواء تجاوزتها لتتركز على رجل طويل عريض ملتحٍ يرتدي الجلابية ويعتمر كوفية حمراء، كان يقف في خلفية المشهد. وسارعت أجهزة وزارة الداخلية، لاحتواء تمرد ساندرين على قانون المرور، إلى تحويل أنظار الإعلام نحو الرجل الذي تبين أنه شريك حياتها، وحياة نسوة غيرها، في ظاهرة مموهة لممارسة تعدد الزوجات. ومن يومها، والزوجان يعيشان تحت الضغط الدائم، خصوصا، بعد ظهور شريكة سابقة للزوج، تقدمت بشكوى ضده بزعم أنه كان يعاملها بعنف ويغتصبها.
بمناسبة صدور كتابها، لا ترى المؤلفة ضيرا في أن تواصل لعبتها الإعلامية التي حصدت أضرارها وحان وقت قطاف ثمارها. وهي تخضع لشروط ترويج الكتاب وتلبي طلبات الصحف في إجراء مقابلات معها لكنها ترفض التقاط الصور لها.