قد يحدث أن تعتقل الشرطة شخص بريء من تهمة قتل لمجرد وجود دليل واحد يخص الجريمة، وهذا ما حصل مع المغربي محمد فكري (22 عاماً)، حيث أمرت وكيلة النيابة بمدينة بيرغامو شمال إيطاليا فينتشينسا ماككورا بالإفراج عن فكري الذي كان متهماً بقتل الفتاة يارا غامبيراسيو بعدما تبين أن خطأ في الترجمة كان سبب توجيه التهمة إليه.

الفتاة يارا غامبيراسيو

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" انه أطلق سراح فكري بعد يومين من احتجازه والتحقيق معه، بعد أن أحالته الشرطة إلى النيابة بتهمة القتل بناء على تسجيل لمكالمة هاتفية فهم منها أنه يقول "ليسامحني الله ولكني لم أقتل أحدا"، وهو ما اعتبرته الشرطة طلب مغفرة من الله لكونه القاتل أو على الأقل شريكا أو على علم بالقاتل.

وقالت مصادر قضائية إن النيابة العامة أعادت ترجمة التسجيلات لتحصل على نسخة مخالفة حيث كان فكري يقول "يا رب يْرُد"، وتبين أنه كان يتصل بشخص ما ولم يرد عليه فتوجه بالدعاء لكي يتم الرد على مكالمته.

وتضيف المصادر أن النيابة استعانت بمترجم محترف تثق به ليؤكد أن الترجمة الثانية هي الأصح وأن المكالمة لا علاقة لها بالقضية مطلقاً لتفرج عنه إثر شهادة المترجم المحترف.

وكانت يارا (13 عاماً) قد اختفت منذ أكثر منذ أسبوع من منزلها وهي القضية التي تحظى بتغطية إعلامية وصحافية واسعة، ويعتقد أن شخصاً مولعاً بالصغار قد اختطفها واغتصبها ثم قتلها. وبعد الإفراج عن فكري تم إيقاف مواطنين إيطاليين بالتهمة نفسها.

يذكر أن تحذيرات من استغلال اعتقال فكري في القضية لإظهار العداء للمهاجرين قد صدرت أمس من شخصيات كبيرة من بينها وزير الداخلية روبرتو ماروني ووزير الإدارة المحلية ريناتو برونيتا.