كثيرا ما عانوا الاشخاص السود من القمع والاضطهاد بسبب لون بشرتهم وعرقهم. كما وعانوا فترات طويلة من العبودية المجردة من كل انسانية. بحيث ان كل فرد ما زال اسود يعاني العنصرية، حتى يومنا هذا ولو لمرة واحدة على الاقل في حياته. لكن، من المفاجىء والمفرح، ان يصرح أول نائب بولندي أسود وهو جون جودسون ان لون بشرته ساعده في المضي قدما في بلده ذي الاغلبية البيضاء الساحقة وانه يرغب الآن في الترويج للاتصال بين البولنديين وأفريقيا.

النائب البولندي جون جودسون
وأبلغ جودسون (40 عاما) تلفزيون رويترز خلال مقابلة: "كوني اسود ساعدني في خدمتي السياسية لانها على الاقل جعلتني بارزا. جعلتني مرئيا في الاشياء التي اقوم بها. لذا اعتقد انها ساعدتني".
وتعد بولندا اليوم واحدة من أكبر بلدان اوروبا من ناحية التماثل العرقي بعد ان كانت موطن اكبر جالية يهودية في القارة قبل الحرب العالمية الثانية. وأكبر اقلياتها العرقية هم الاوكرانيون البيض وابناء روسيا البيضاء وعدد صغير من الفيتناميين. وجاء انتخاب جودسون في البرلمان البولندي (السيجم) بعد فترة قصيرة من انتخاب اول رئيس بلدية اسود في شرق اوروبا وبالتحديد في سلوفينيا وهي جمهورية سوفيتية سابقة ايضا.
وقال جودسون الذي يتحدث البولندية بطلاقة انه عانى من بعض التمييز العرقي عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما في بولندا وأنه تعرض في أيامه الاولى للضرب مرتين في الشارع ولكنه نسب ذلك للجهل وقال ان الظهور بشكل مختلف اقل خطرا في بولندا عن دول يوجد بها اقليات عرقية كبيرة.
كما وأضاف: "ما لدينا في بولندا هو نتيجة للجهل او قلة الاتصال بالثقافات الاخرى. يوجد نحو اربعة الاف افريقي فقط في بولندا التي يسكنها 40 مليون شخص. وما نراه هنا ليست عنصرية ولكنها قلة اتصال بالثقافات". وأوضح ان الامور تغيرت كثيرا في الفترة الحالية وانه بات يجذب حاليا الكثير من الابتسامات في "وارسو" بفضل الاهتمام الاعلامي البولندي الكبير بحياته وعمله.