شهدت حرب العراق جرائم عديدة والتي أودت بحياة العديد من الابرياء سواء كانوا اطفال او وأهاليهم، واحدى الجرائم كانت اغتصاب وقتل وحرق الطفلة العراقية عبير الجنابي، البالغة من العمر 14 عاماً، وقتل أسرتها بمنطقة المحمودية في بغداد عام 2006، على يد الجندي الامريكي السابق ستيفن جرين. وقد تحدث غرين من سجنه حيث يقضي عقوبة السجن المؤبد خمس مرات عن شعوره تجاه العراقيين اثناء وجوده مع قوات الاحتلال الامريكي للعراق قائلاً: إنه لا يجد كلمة تصف كراهيته واحتقاره للعراقيين، فلم يكن يفكر أنهم ينتمون للنوع البشري.

وقد وقعت الجريمة المعروفة باسم "جرائم المحمودية" في 12 مارس 2006، بمشاركة ستيفن جرين وثلاثة جنود آخرين: باول كورتيز، وجيمس باركر، وجيسي سبيلمان، وبمعرفة جندي آخر لم يشاركهم هو برايان هاوارد، وكلهم تابعون للفرقة 101 المنقولة جواً، حيث خططوا لارتكاب الجريمة أثناء شرب الويسكي ولعب الورق، وكانوا موجودين عند نقطة تفتيش قريبة من منزل الضحايا بقرية المحمودية الواقعة على مسافة 30 كيلومتراً جنوب بغداد، فبدلوا ملابسهم قبل ارتكاب الجريمة لإبعاد الشبهات عنهم والإيحاء بأن متمردين ارتكبوا الجريمة، ودخلوا إلى منزل طفلة عراقية تدعى عبير قاسم الجنابي، 14 عاماً، وبينما كان ثلاثة جنود أمريكيين يتناوبون على اغتصاب عبير الجنابي، اقتاد جرين أمها فخرية طه محسن، 34 عاماً، وأباها قاسم حمزة رحيم، 45 عاماً، والشقيقة الصغرى هديل، 5 أعوام، إلى غرفة مجاورة وقتلهم. وبعد ذلك عاد جرين ليغتصب الفتاة، ثم أطلق النار على رأسها، وبعد ذلك أحرقوا جثة الفتاة وملابسهم في محاولة لمحو آثار الجريمة، كما أحرقوا المنزل والجثث، إمعاناً في تضليل العدالة. وحكمت محكمة عسكرية على جيمس باركر بالسجن لمدة 90 عاماً، وعلى بول كورتيز، بالسجن لمدة 100 عام، وعلى الجندي جيسي سبيلمان بالسجن لمدة 110 أعوام، وطبقاً للقضاء العسكري يمكنهم طلب العفو المشروط بعد 10 سنوات.

غرين سيقضي 150 عاماً في السجن
وعن جريمته قال جرين للصحيفة: "لقد أصبت بلوثة جنون في العراق، ولم أكن أعتقد أنني سأنجو بحياتي من ذلك المكان، لو لم أذهب إلى العراق، لما وقعت في هذه المشاكل، وأنا لست سعيداً بما جرى"، وأضاف جرين: أنه عند وصوله إلى العراق، تدرب ليقتل، وقد ساهم العنف المتفشي والتعليقات المهينة من قبل جنود أمريكيين ضد العراقيين، في سلب آدمية السكان المدنيين في ذلك البلد، في نظره، أما نقطة التحول التي أصابته بالجنون فقد حدثت في 10 ديسمبر عام 2005، عندما قتل أحد العراقيين ممن كانوا في السابق ودودين تجاههم، زميلي جرين: العريف ترافيس نيلسون، 41 عاماً، والعريف كينيث كازيكا، 32 عاماً، عند نقطة تفتش، يقول جرين: "إن موتهما ضخم مشاعر الكراهية في نفسي تجاه العراقيين"، ويضيف: "لا أجد كلمة يمكن أن تصف مدى كراهيتي للعراقيين، فلم أفكر أن هؤلاء الناس ينتمون للنوع البشري".
وقالت الصحيفة: إن القضاة سعوا إلى الحكم بإعدام جرين، لكن هيئة المحلفين اتفقت على الحكم بالسجن مدى الحياة لخمس مرات متوالية، وهو ما يعني قضاء 150 عاماً بالسجن، وعما يتوقعه فيما يتعلق بالاستئناف قال: "أنا لا أتوقع الإفراج عني، لكنني أرغب في المحاكمة أمام محكمة عسكرية، وأنتظر عدالة الرب". وتقول الصحيفة: إن جرين أصبح يقضى حياته يوماً بيوم بلا أمل، يجتر الندم على ما فعله في تلك الأسرة العراقية.