يعتبر الشعب اليهودي نفسه شعبا متحررا، الا أنه بالرغم من هذا الادعاء السائد نجد أن بينهم من خاض في العنصرية حتى الجذور، من خلال دعوة الحاخامات للفتيات اليهوديات للامتناع عن اقامة علاقات مع العرب! حيث تسببت رسالة وقعتها نحو 30 من زوجات الحاخامات اليهود، في إثارة جدل واسع في إسرائيل، حيث أن هذه الرسالة تُعد بمثابة "عريضة مقاطعة"، تتضمن دعوة الفتيات اليهوديات إلى عدم مواعدة أو الدخول في علاقة عاطفية مع شبان عرب.

وانت شو سميت حالك؟!
يوسي ولا امي!؟!

تأتي هذه الرسالة بعد نحو ثلاثة أسابيع على ظهور عريضة مماثلة، أثارت أيضاً كثيراً من الجدل داخل وخارج الدولة العبرية، حملت توقيع ما يقرب من 50 حاخاماً ممن اختارتهم الحكومة بصفة رسمية، دعوا من خلالها اليهود الإسرائيليين إلى الامتناع عن بيع أو تأجير منازلهم لغير اليهود.

وجاء في رسالة زوجات الحاخامات، التي نشرتها عدة مواقع إلكترونية ووسائل إعلام محلية، أن الشبان العرب يحاولون استمالة الفتيات اليهوديات من خلال الظهور كشخص "مهذب"، ويتصرفون كأنهم "في الحقيقة يهتمون لأمرك"، وقالت الرسالة إن ذلك "ليس إلا مجرد خدعة كاذبة." كما أشارت العريضة، في معرض تحذيراتها للفتيات اليهوديات، إلى "حيلة" أخرى قد يلجأ إليها الشبان العرب لخداعهنَّ، منها أن بعضهم قد يقومون بإطلاق أسماء عبرية على أنفسهم، مثل يوسي وآمي، بهدف التقرب من الفتيات اليهوديات.

وتابعت عريضة "مقاطعة العرب"، متوجهةً في خطابها للفتيات اليهوديات: "كل هذه التصرفات مؤقتة، فبمجرد أن تسقطنَّ في قبضتهم، أو في قريتهم تحت تصرفهم، كل شيء يصبح مختلفاً، بإمكانكنَّ أن تسألنَّ العشرات من الفتيات اللاتي كنَّ هناك، سوف يخبرنكنَّ بأن كل ذلك كان مجرد تمثيل."

وأضافت الرسالة، في إطار تحريضها للفتيات على عدم الاختلاط مع غير اليهود: "إن جداتكنَ لم تحلمن أبداً بأن حفيداتهنّ لن يقدمنَّ على فعل شيء ما من شأنه أن يجعل الجيل القادم من أسرهنَّ من غير اليهود"، وذلك في إطار دعوة الرسالة للحفاظ على ما تسميه "السلالة المقدسة."

هذه الدعوات لمقاطعة العرب مقززة

وذهبت الرسالة، التي جاء توقيعها بمبادرة من منظمة "ليهافا"، وهي منظمة يمينية متشددة تدعو للحفاظ على "نقاء الدم اليهودي"، وتعمل من أجل "حماية الفتيات اليهوديات من القرويين العرب"، إلى أكثر من مجرد تحذير الفتيات من مواعدة الشبان العرب، حيث تحرضهنَّ أيضاً على عدم العمل في أماكن تقوم بتوظيف غير اليهود.

ومن بين زوجات الحاخامات اللاتي وقعنَّ على الرسالة، نيتزيا يوسف، زوجة ابن الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب "شاس" المتطرف، وإيستر ليور، زوجة الحاخام اليميني المتشدد دوف ليور.

هذا وقد أثارت رسالة زوجات الحاخامات اليهود الكتاب والصحفيين العرب، حيث كتبت الصحفية ميرا عواد المحررة في صحيفة "غلوبس" الاسرائيلية مقالا عبرت فيه عن امتعاضها من نظرة زوجات الحاخامات إلى المجتمع العربي، أشارت فيه إلى مدى العنصرية والتطرف الذي وصل إليه المجتمع اليهودي في سلوكياته تجاه المواطنين العرب.

ولم يخلو مقال ميرا عواد من التهكم على نساء الحاخامات الأمر الذي أثار حفيظة البعض الذين اتهموها بالعنصرية عندما قالت أن لها أصدقاء من اليهود ولكنها عندما تفكر في مشروع حياتها لن تتخذ اليهودي شريكا لحياتها، بل تعود إلى مجتمعها وبلدتها الناصرة.

وفي حديث لموقع "مسلسلات اون لاين" قالت ميرا عواد انها تعمل محررة في صحيفة "غلوبس" منذ عام ونصف العام، وأن هذا الموضوع قد استصرخها ودفعها إلى كتابة مقال عبرت فيه عن رأيها الشخصي إزاء هذه الدعوات المقززة لمقاطعة العرب واعتبارهم غرباء.

ملاحظة: الصور للتوضيح فقط!