بعد تسريب عدة برقيات، بين مصر والولايات المتحدة، تبين الضغط الكبير الذي تقاومه مصر من امريكا، لتحافظ على استقلال الجيش المصري. إذ أظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة أن الجيش المصري قاوم ضغوطا أمريكية لتعديل استراتيجيته بهدف مواجهة تهديدات إقليمية جديدة مؤكدا أن الأمن القومي للبلاد "خط أحمر" لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوزه.

لكن البرقيات المسربة أشارت إلى أن واشنطن وحليفتها العربية اختلفتا بشأن الكيفية التي ينبغي بها إنفاق الأموال. وقالت برقية بتاريخ التاسع من فبراير شباط 2010 إن مسؤولين دفاعيين أمريكيين قالوا إن الجيش المصري متقادم وبحاجة إلى أن تتم إعادة تركيزه لمجابهة "تهديدات متباينة" مثل الإرهاب وتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة والقرصنة ودعم السياسة الأمريكية تجاه إيران.
وقالت برقية اخرى بتاريخ 28 من الشهر نفسه: "في حين أن العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية لا تزال قوية، يقاوم الجيش المصري جهودنا لتعديل تركيزه بما يعكس التهديدات الاقليمية والمرحلية الجديدة". لكن المسؤولين العسكريين المصريين قالوا إن التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة مختلفة عن تلك التي تواجه بلادهم.
ونقلت برقية التاسع من فبراير شباط 2010 عن اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع قوله إن سياسة الدفاع المصرية تعطي الأولوية "للأرض المصرية وقناة السويس" والحفاظ على "جيش تقليدي قوي لمواجهة الجيوش الأخرى في المنطقة". وأظهرت البرقية ايضا أن العصار قال إنه في حين تفضل مصر شراء أسلحتها وعتادها من الولايات المتحدة فإن "الأمن القومي خط أحمر" مضيفا أن المصريين يمكنهم التحول إلى مكان آخر إذا اضطروا لذلك.

وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي
مع نظيره الامريكي
وشكا مسؤولون مصريون آخرون من أن الولايات المتحدة زادت المساعدات العسكرية لإسرائيل في حين ظلت المساعدات لمصر ثابتة مضيفين أن إسرائيل تمتلك "أسلحة غير تقليدية" وهو ما يؤدي إلى اختلال التوازن بالمنطقة وقد يزعزع الاستقرار. ومن الجدير بالذكر انه منذ ثورة تموز عام 1952 والتي أطاحت بالنظام الملكي جاء جميع رؤساء مصر من صفوف الجيش.
ملاحظة: صورة الطنطاوي مع نظيره الامريكي نقلا عن رويتيرز.