إذا كنا نلوم الأشخاص العاديين الذين يقومون بارتكاب الجرائم والمعاصي، فكيف لنا ألا نلوم رجال الدين والمسؤولين؟؟! فلم تقتصر قضايا التحرش النوعي على رجال الدين ان كانوا كهنة او رهبان او حتى أئمة مساجد، فمؤخراً قدمت شكاوى داخل الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا ضد راهبات ايضاً "تحرشن" بحق قاصرين من الفتيات والفتيان خلال الستينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

وحول تفاصيل الشكوى، تقول الناطقة باسم النيابة كارلن فيرفريكن، أن الشكوى مقدمة من قبل سيدة تبلغ من العمر حالياً 64 عاماً تؤكد فيها أنها تعرضت لتحرش عندما كانت تبلغ أربعة عشر عاماً، على يد إحدى الراهبات المشرفات على دار الأيتام في تلك الفترة ، فـ"نحن نتعامل مع كافة الشكاوى المقدمة بمنتهى الجدية والحذر"، حسب كلامها وتعهدت النيابة على لسان الناطقة باسمها بالتحقيق في كافة الشكاوى المقدمة، "بالرغم من أن هذه القضايا قد سقطت بالتقادم من وجهة النظر القانونية، ولكننا سنعمل، إحتراماً للضحايا، على تحديد هوية الفاعلين والتأكد من أنهم لا يشكلون خطراً على المجتمع"، وفق تعبيرها.
وذكرت الناطقة أن هذه الشكوى هي الثالثة من نوعها خلال عدة أيام والتي تستهدف الراهبات التي كن مشرفات على دار الأيتام في كورتريه لعدة عقود من القرن الماضي. ومن جانبه، دعا محامي المشرفين على دار الأيتام يان ليزن، كافة الضحايا إلى الظهور إلى العلن وتقديم شكاواهم إلى النيابة، وقال " نعلم أن هذه الأعمال تعود إلى سنوات مضت، ولكن إدارة الدار تأخد كافة الشكاوى على محمل الجد".
وكان العديد من الأشخاص، من رجال ونساء، قد تقدموا خلال الأيام القليلة الماضية بعدة شكاوى تتمحور حول إنتهاكات وتحرشات قد تعرضوا لها عندما كانوا قاصرين على يد راهبات ورجال كنيسة في العديد من مناطق البلاد، ما يأجج الجدل القائم منذ عدة أشهر في البلاد حول التعامل مع وقائع التحرشات داخل الكنيسة الكاثوليكية، والإدعاءات بتستر كبار رجال الدين على مثل هذه الأعمال.