مسلسلات رمضان
نتنياهو مرتبك بعد اختراق صحيفة كويتية لمكتبه والشاباك يحقق!
09/01/2011

طالب نتنياهو الشاباك الخاضع لسلطته بالتحقيق في عدة تسريبات أمنية وسياسية حساسة لوسائل الإعلام. فقد كشفت الصحف الإسرائيلية تفاصيل مثيرة حول قضية التحقيقات التي أجراها جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في مكتب وديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتاياهو" خلال الأشهر الأخيرة بأمر من نتنياهو نفسه.

نتنياهو مرتبك بعد اختراق صحيفة كويتية لمكتبه والشاباك يحقق! صورة رقم 1

نتنياهو استشاط غضبًا
بسبب تسريب المعلومات

وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت"، إن الشاباك حقق في تسريب معلومات من ديوان رئيس الوزراء في موضوعين حساسين، الأول نشر مكالمة أجراها نتنياهو مع رئيس وزراء روسيا، فلاديمير بوتين، طلب خلالها نتنياهو ألا تزود روسيا سوريا بصواريخ أرض - جو ذكية من نوع "S300"، أما الموضوع الحساس الثاني فكان نقاشا سريا شارك فيه عدد قليل من المؤتمنين على السرّ في ديوان نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو قد استشاط غضبًا بسبب تسريب المعلومات بهذا الشأن فأوعز إلى الشاباك بفتح تحقيق حول التسريبات من ديوانه وبدأ التحقيق بالفعل قبل 3 أشهر.

أما صحيفة، "معاريف" الإسرائيلية، فأوضحت أن القضية تفجرت إثر تسريب مكالمة أجراها نتنياهو مع زعيم دولة أجنبية كان بحسب "معاريف" على ما يبدو رئيس وزراء روسيا، فلاديمير بوتين، بينما قالت صحيفة "إسرائيل هايوم" أن هذا الزعيم كان مستشارة المانيا أنجيلا ميركل.

وأشارت "معاريف" إلى أن الشاباك أخضع كبار مستشارى نتنياهو الـ 6 لفحص بجهاز كشف الكذب "البوليجراف" حول التسريبات الحساسة المذكورة وهم: رئيس مكتب نتنياهو، ناتان إيشل، والسكرتير العسكري الميجر جنرال، يوحانان لوكر، والمستشار السياسي، رون دريمر، ورئيس هيئة الأمن القومي البروفسور، عوزي أراد، وسكرتير الحكومة، تسفي هاوزر، والمستشار الإعلامي، نير حيفتس الذي استقال مؤخرا.

حيث انه ما لا يقل عن 10 موظفين كبار تم إخضاعهم للتحقيق معظمهم من ديوان رئيس الوزراء والباقي من دوائر حكومية أخرى. وأضافت الصحيفة أنه استدلّ من نتائج التحقيقات، أن التسريبات لم تأت من قبل أي مرجع في ديوان نتنياهو، غير أن التحقيقات لم تتمكن من تنقية الأجواء العكرة في هذا الديوان، ولم تحل مشكلة عدم ثقة نتنياهو بمستشاريه ومساعديه الكبار.

ونسبت الصحيفة إلى موظفين كبار قولهم إنه يجري التنصت عليهم، مضيفة بأن جهة إسرائيلية مجهولة كانت قامت قبل نحو أسبوع بتسريب النبأ حول تحقيقات الشاباك إلى صحيفة "الجريدة" الكويتية. ونشرت "يديعوت" النص الكامل للخبر الذي نشرته الصحيفة الكويتية حول القضية والذي جاء فيه "علمت الجريدة من مصادر خاصة أن السبب وراء استقالة المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الإسرائيلي نير حيفتس هو تسريبه معلومات عن نقاشات أمنية سرية إلى أحد الصحفيين الإسرائيليين، خلافاً للسبب الذي ذكره عند استقالته قبل أربعة أيام، وهو أن العمل المتواصل أرهقه".

نتنياهو مرتبك بعد اختراق صحيفة كويتية لمكتبه والشاباك يحقق! صورة رقم 2

نتنياهو فقد الثقة بأغلبية المقربين منه!

وقالت المصادر إن سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسيفي هاوزر سيلحق بحيفتس قريباً، لأنه أيضاً قام بتسريبات. وروت المصادر الخاصة لـ "الجريدة" القصةَ الكاملةَ لهذه القضية، فأشارت إلى أنه قبل نحو أربعة أشهر كانت هناك تسريبات لمعلومات أمنية حساسة من جلسات خاصة ومغلقة.

وخشي نتنياهو من أن جهات معينة خارجية تقوم بالتنصت على جلساته فأجرى مشاورات مع رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، يوفال ديسكن، بشأن الموضوع وتقرر إجراء تحقيق سري بشأنه، وبالفعل قام الـ "شاباك" بالتعقب والتنصت على مكالمات ولقاءات جميع الموظفين في مكتب نتنياهو.

وبعد هذه التحقيقات السرية، استُدعي جميع الموظفين لتحقيقات أمنية، إذ أخضع الـ "شاباك" الجميع لفحوصات بجهاز الكشف عن الكذب. وبحسب التحقيقات اتضح أن حيفتس وهاوزر كذبا في التحقيق، وعندئذ طلب رئيس الحكومة منهما الاستقالة تفادياً لفضيحة كبرى، خصوصاً أن عمل مكتب نتنياهو عرضة لانتقادات الصحافة الإسرائيلية، وفضيحة كهذه قد تعصف بمستقبل نتنياهو السياسى.

وبحسب المصادر فقد طلب الاثنان الانتظار حتى يجدان عملاً خارج الحكومة، وعندما توفر الأمر لحيفتس استقال، أما هاوزر فمازال يفاوض على مكان عمل آخر، وأنه تباطأ حتى لا يصور الوضع كأن مكتب نتنياهو انهار تماماً. وعلمت الصحيفة الكويتية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية اقترح قبل شهر على السفير الإسرائيلي في أستراليا، يوفال روتم، أن يشغل منصب سكرتير الحكومة، إلا أنه رفض وعرض أن يشغل منصب مدير الديوان، مضيفة بأن نتنياهو يحذر منذ الكشف عن القضية سكرتير حكومته من كل الاجتماعات المهمة والسرية، إذ فقد الثقة بأغلبية المقربين منه.

وقالت المصادر، إن القضية خطيرة جداً والتسريبات من جلسات أمنية على درجة عالية من السرية، وكادت تعصف بعلاقات إسرائيل مع إحدى الدول المهمة وذات العلاقة المميزة مع إسرائيل، كما أن الحلقة المسموح لها في حضور مثل هذه الجلسات تقلصت في الأسابيع الأخيرة إلى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

ورغم ذلك هدأت مخاوف نتنياهو الذى كان يعتقد أن جهازاً خارجياً للاستخبارات يقف وراء التسريبات، وقال مصدر إسرائيلي خاص لـ "الجريدة"، إن أغلبية الموظفين في مكتب نتنياهو باتوا يخشون التنصت على هواتفهم المحمولة والأرضية في البيت". وقالت يديعوت إن صحيفة "الجريدة" الكويتية نشرت هذا التقرير تحت عنوان "تسريبات وتحقيقات واستقالات في مكتب نتنياهو" في 30 ديسمبر الماضي، أي قبل 8 أيام من كشف القضية علنيا في إسرائيل.

ملاحظة: الصور نقلا عن "رويترز".