مسلسلات رمضان
كاتب أمريكي: الزعماء العرب تماثيل شمع وأصنام وليسوا حكّاما!
18/01/2011

بعد احداث ثورة تونس التي جلبت الكثير من الاهتمام بالشرق وفي الغرب، واثارت الكثير من الادعاءات والاقاويل والتحاليل السياسية التاريخية. شبه كاتب أمريكي بارز الحكام العرب بتماثيل الشمع التي لا تستطيع رؤية أو سماع أو ادراك الصحوة التي تشهدها مجتمعاتهم بشكل واضح بفضل الانترنت والتقدم الهائل في مجال الميديا الذي جعل من المستحيل على هؤلاء الحكام منع المعارضين من التعبير عن أراءهم.

كاتب أمريكي: الزعماء العرب تماثيل شمع وأصنام وليسوا حكّاما! صورة رقم 1

الكاتب الامريكي روجر كوهين

وقال روجر كوهين في عموده بصحيفة "نيويورك تايمز" الحكام العرب "حلفاء أمريكا" بأنهم "فقدوا كل صلة لهم بالشباب في مجمعاتهم وأنهم ليسوا ناجحين في أي شيء سوى اثارة شعوبهم نتيجة الانتخابات المزورة كما انهم ساهموا في الاساس في تغذية صعود التيارات الدينية المتطرفة في أوساط شعوبهم وذلك لأنه أصبح الخيار الوحيد أمام الناس نتيجة لإغلاق كل المنافذ أمامهم".

ولفت الى أن مسئولية نظم الحكم في الدول العربية عن جعل التيارات الدينية المتطرفة تيارا جاذا للشعوب هو حقيقة لا تقبل الشك. واضاف: "هؤلاء الحكام أصابوا مجتمعاتهم بالشلل التام الذي كان بمثابة ثمن تدفعه شعوبهم من أجل أن يستقر هؤلاء الحكام السلطويون في كراسيهم".

ولفت الكاتب الى أنه قد كتب مقالا بعنوان "العقل العربي الأسير" بعد زيارة له لبيروت تحدث فيه عن الخصائص النفسية التي تكونت في المجتمعات العربية نتيجة للقمع الذي تمارسه حكوماتهم بجميع اشكاله. وأشار الى أنه ذكر في المقال ان العقلية العربية نتيجة لسنوات القمع التي عاشوها في ظل انظمة ديكتاتورية اضحت تتسم بإلقاء اللوم على الاخرين واعتناق نظرية المؤامرة بشكل مستمر بالإضافة الى الخوف الشديد الذي يشل قدرتهم على التفكير أو التصرف بأنفسهم.

كما انتقد كوهين بشدة امريكا وقوى الغرب واتهمهم بالمسئولية عن فشل الانظمة العربية الديكتاتورية لأن الغرب طالما فضلت اختيار الديكتاتورية المستقرة على اختيار الديمقراطية الحقيقية التي قد لا تساعدهم في تحقيق مصالحهم المباشرة. وقال ان المعايير المزدوجة التي يتعامل بها الغرب مع الانظمة العربية الديكتاتورية من أجل تحقيق مصالح غربية قد ساهمت بشكل أساسي في صناعة التطرف في تلك البلاد ودعاهم الى أن يكونوا شجعانا في مساندتهم للديمقراطية الحقيقية وليس الطغيان والسلطوية.

وأضاف ان على النظام الامريكي و حلفاءه في الغرب و بخاصة فرنسا السعي للمساعدة على تحقيق الديمقراطية في تونس ثم باقي العالم العربي لأن أهم شيء يحتاجه العالم العربي هو "الاحساس بالثقة وتحديث نظم الحكم والشفافية ليسفر ذلك كله عن عملية ديمقراطية حقيقية تسفر عن انتخابات حرة من شأنها أن تعزز لدى العرب فكرة المسئولية الشخصية عن اختياراتهم السياسية". وقال كوهين في نهاية مقاله: "ان جلوس أسر حاكمة على عروشهم الصدئة الى الابد في الدول العربية لن يسكت غضب العرب، وان ثورة تونس قد تكون الفصل الاول في تحرير العقلية العربية".