كعادته الإعلام الإسرائيلي عاد يقود حملة تحريض وتعبئة للجمهور الاسرائيلي، من خلال التحريض الإعلامي على الفلسطينيين وإظهارهم على أنهم حيوانات وذلك تمهيدا لعمليات محتملة، أو لتبرير الأعمال الإجرامية والوحشية التي تخطط لها "كرد" على عملية "إيتمار" التي لم يتضح حتى الساعة من الذي نفذها ومن يقف وراءها!! فقد خرجت الصحف العبرية الصادرة، امس الاحد، بعناوين تظهر مدى الارتباك والتخبّط في قراءة واقع الضفة الغربية عقب عملية "ايتمار"، بل إن كبرى الصحف العبرية "يديعوت احرونوت" خرجت بعنوان من كلمتين "حيوانات بشرية" في اشارة الى تغطيتها عملية الذبح في مستوطنة ايتمار.

وهو ما يدل على ارتباك رئاسة التحرير وانفعالها ولجوئها الى عناوين تهييج وتعبئة لعامة الشعب، التي تنجرف وراء هذا الإعلام، خاصة عندما تكون اسرائيل تستعد لعملية واسعة، وهي نفس الصحيفة التي كانت خرجت بعنوان يوم وفاة الزعيم ياسر عرفات فكتبت حينها "ادفنوه عميقا في التراب".
وكان واضحا أن الصحافة العبرية لا تُقدر بعد، حجم الغضب الكبير في صدور سكان الارض المحتلة، بل إنها تمادت في غض النظر عن جرائم المستوطنين واعتداءاتهم على الفلاحين والمسافرين في شوارع الضفة، ولم تذكر كيف قام قطعان مسلحين منهم بالهجوم يوم امس على البلدات والقرى الفلسطينية واحرقوا سيارات ومنازل. فالاوضاع في الاراضي الفلسطينية اخطر بكثير مما تدركه الصحافة الاسرائيلية لا سيما بالتزامن مع الثورات العربية الراهنة.
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اوحت بكل معاني الحروف أن الفلسطينيين (حيوانات) وأنهم يذبحون الاطفال، بل إن كل من قرأ "يديعوت أحرونوت" اليوم وصل الى هذه النتيجة، والى جانب مصطلحات مثل "مذبحة" و"ذبح" واصلت الصحيفة تغطيتها باتجاه واحد وهو أن الفلسطينيين ذبحوا الاطفال وأن على الحكومة أو المستوطنين التعامل مع الامر. ولم يكن بمستطاع أي قارئ أن يصل الى نتيجة أخرى أو أية هوامش جانبية.
صحيفة "معاريف" لم تبتعد كثيرا، فاختارت العنوان الرئيس من كلمة واحدة وهي "مذبحة" وكانت صور الاطفال تتحدث اكثر مما تحدثت السطور والكلمات، ولكن "معاريف" استدركت ان هناك خبرا أكثر أهمية وهو زلزال اليابان وان هناك عشرة الاف قتيل ومفقود، فجعلت أكثر من نصف الصفحة الاولى لخبر الكارثة في اليابان.
أما صحيفة "هآرتس" اليسارية كانت أكثر جرأة وبشكل لافت للانتباه، فلم تذكر خبر عملية "ايتمار" على الصفحة الاولى، ولا الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة ولا الخامسة، واكتفت بنشر الخبر على الصفحتين السادسة والسابعة. بل كان الخبر الاهم هو خبر اليابان.



