نتيجة لزلزال فبراير 2010 الذي ضرب منطقة تشيلي واسفر عن خسائر فادحة، التقى احد العمال التشيليين الثلاثة والثلاثين الذين أنقذوا من باطن الأرض قبل أشهر، كبار الصناعيين في قطاع النحاس في سانتياغو بهدف طلب مساعدتهم في مشروعه الرامي إلى بناء منازل للمنكوبين. وهذا العامل ويدعي ماريو سيبولفيدا، كان العامل الثاني بين مجموعة الثلاثة والثلاثين الذي خرج الى سطح الارض في 13 تشرين الاول/اكتوبر بعد 69 يوما من الاحتجاز على عمق 700 متر.

بنى ماريو حتى الان 14 منزلا (اليسار)

ويسعى ماريو الى بناء 200 منزل للاشخاص او العائلات الذين فقدوا منازلهم في الزلزال الذي ضرب البلاد العام الماضي وموجات المد البحري التي تلته، ما اسفر عن مقتل اكثر من 500 شخص وتشريد اكثر من 220 الف عائلة.

والتقى ماريو مدراء كبرى شركات المناجم المجتمعين في سانتياغو في إطار المؤتمر الدولي حول النحاس الذي يختتم اعماله. وقال ماريو لوكالة فرانس برس "جئت الى هذا الاجتماع المهم لأتكلم عن مؤسستي ليفانتار تشيلي التي حققت نتائج جيدة جدا حتى الآن".

وقد بنى ماريو حتى الآن 14 منزلا في مدينة ايلوكا السياحية في جنوب البلاد، وهي من المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، وهو يستعد الآن لبناء 30 منزلا آخر. وقال وزير المناجم التشيلي لورانس غولبورن اثناء افتتاح المؤتمر ان "ماريو سيبولفيدا تحول الى رمز لمجوعة الرجال هؤلاء، من خلال الطريقة التي أعاد فيها توجيه حياته".

ويشارك ماريو ايضا في مشروع رياضي يهدف الى مساعدة الاطفال المهمشين، ويواصل المشاركة في ندوات يروي خلالها تجربته في المنجم. وما زال هذا العامل يتابع جلسات العلاج النفسي لتجاوز آثار تجربة الايام التسعة والستين، لكنه لا يرى رفاقه في تلك التجربة ابدا. ويقول عن ذلك "من الصعب ان اراهم، لان كلا منا لديه امور يقوم بها"، رغم ان الكثيرين منهم لم يحالفهم الحظ مثله في السفر عبر العالم وتصدر شاشات التلفزيون.

imagebank-AFP