شددت وزيرة المالية اللبنانية ريّا الحسن على أن تكنولوجيا المعلومات تشكل قطاعاً واعداً لاقتصاد لبنان، يمكن ان يعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد اللبناني، وأن يوفر الكثير من فرص العمل وامكانات الاستثمار. ودعت الى المراهنة على هذا القطاع "لأنه مقبل على تطور ونمو كبيرين، ولأن لبنان، بما يملك من قدرات بشرية مميزة، يمكن ان يكون مركزاً اقليمياً رئيسياً للصناعات" التي تندرج في اطاره. وجاء كلام الحسن خلال رعايتها وحضورها العشاء السنوي للتجمع النسائي لتكنولوجيا المعلومات - WIT الذي أقيم مساء أمس الخميس 13 ايار في فندق "لو رويال"، وتخلله توزيع جوائز تقديريّة عدة لسيدات ساهمن في تطوير قطاع التكنولوجيا والمعلومات.
رعت الحفل كل من شركات Riyada وTerranet وIDM sal و مؤسسة Berytech ، وحضره أكثر من 200 من أصدقاء الجمعية وشركائها، وشمل الحضور المركز الثقافي البريطاني ممثلاً بسفيرة بريطانيا في لبنان السيدة فرانسيس غاي، ومبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية، وممثلين عن مصرف لبنان، والأسكوا وشركات مايكروسوفت ونوكيا وسيسكو وأرامكس، وجمعية الشبان المسيحيين.
افتتح اللقاء مضيف الحفل بسام سالم بكلمات ترحيبية بالحضور، ثم ألقت رئيسة الجمعية بوليت عساف كلمة اثنت فيها على على ثقة الحضور المستمرة بالجمعيّة وبرسالة التجمع النسائي لتكنولوجيا المعلومات "التي تسعى إلى دعم المرأة في المجتمع من خلال تدريبها على التكنولوجيا وكل ما يسهل حياتها ويفتح لها المجال إلى التطور والتقدم كي تحتل مناصب مهمة في المجتمع وفي مجال العمل". وأضافت "نفتخر بالوزيرة ريّا الحسن وبانجازاتها ، فهي مثال للمرأة اللبنانيّة المثابرة على توظيف خبراتها و قدراتها لخدمة مجتمعها، محققة النجاح في مجاليّ المال والإقتصاد.
ولاحظت الوزيرة الحسن في كلمتها أن "الكلام عن دور المرأة في عالم تكنولوجيا المعلومات، هو كلام عن دورها في كل جوانب الحياة المعاصرة. في العمل، وفي الدراسة وحتى... في التسوق". وأضافت "يوماً بعد يوم، تزداد ضرورة القضاء على أي أميّة معلوماتية في لبنان، سواء بين النساء أو بين الرجال". وتابعت "لسنا بحاجة الى اي ارقام واحصاءات لندرك ان ثقافة تكنولوجيا المعلومات اصبحت راسخة في مجتمعنا، لا بل آخذة في الاتساع، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية".
وأكدت أن "ثمة التزاماً حكومياً جدياً بالعمل على تنمية مجتمع المعرفة وتكنولوجيا المعلومات واقتصادها، ولا سيما من خلال تحرير خدمات الحزمة العريضة (broadband) وتأمينها في جميع المناطق اللبنانية".
واشارت الى أن "التزام الحكومة تكرّس نصا في بيانها الوزاري، وهي عادت وأدرجته من ضمن فقرة أولويات المواطنين...أولويات الحكومة، تحت بند النهوض بالخدمات والصناعات المعرفية، الذي نص على رفع درجات اختراق الانترنت اضعافا عدة وتأمين الخدمات بشكل مرضٍ للمواطنين جميعا، وعلى تطوير دور لبنان كمركز للخدمات الالكترونية، وعلى الافادة من فرصة خلع الملابسب الانترنت بالاستعانة بالخبرات الالكترونية واللغوية الموجودة في لبنان".
ولفتت الى أن البيان الوزاري "شدد كذلك على وجوب الاسراع في عملية المكننة وصولا الى تطبيق مشروع الحكومة الالكترونية، وهوهدف ورد من ضمن أولويات المواطنين وأولويات الحكومة وفي اكثر من قطاع بالتفصيل، اذ تعهد البيان الوزاري إكمال مكننة المرفق القضائي ووزارة العدل والسجل التجاري وانجاز المكتبة الالكترونية، ومكننة وزارة الخارجية والمغتربين وانشاء وحدة متخصصة للمعلوماتية، ومكننة الادارة في وزارة الداخلية والبلديات، ومتابعة العمل في وزارة الصحة على اتباع أنظمة معلوماتية، وتأمين المستلزمات لمواد المعلوماتية في جميع المدارس الرسمية.
كذلك نص برنامج وزارة التنمية الادارية ضمن البيان الوزاري على تفعيل واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات وتطويرها ووضع معايير قياسية للمواقع الالكترونية في الادارات والمؤسسات العامة تمهيداً لانشاء بوابة الحكومة الالكترونية". وقالت الحسن ان "وزارة المال تعتزّ بأنها كانت سبّاقة وريادية في هذا المجال. فمكننة كل ادارات وزارة المال، سواء تلك التابعة لمديرية المالية العامة، أو للشؤون العقارية، أو للجمارك، أو حتى أخيراً مكننة عملية استلام محاصيل التبغ في الريجي، سهلت العمل والخدمات الى حد كبير، وأتاحت تطوير القدرات الاحصائية، واصدار التقارير الدورية والمنتظمة، مما عزز الشفافية".
وأضافت "قريبا تبدأ وزارة المال، كما تعهد البيان الوزاري، بتوفير خدمات الكترونية للمواطنين والمكلفين، كالتصريح الضريبي والمعاملات الجمركية والعمل على انشاء بوابة الدفع الالكترونية". وتابعت الحسن "كل حياتنا اذا ستصبح قائمة على تكنولوجيا المعلومات، وهي تشكل قطاعاً واعداً لاقتصادنا يمكن ان يعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد اللبناني، وأن يوفر الكثير من فرص العمل وامكانات الاستثمار. لذلك، علينا ان نراهن عليه، لأنه قطاع مقبل على تطور ونمو كبيرين، ولأن لبنان، بما يملك من قدرات بشرية مميزة، يمكن ان يكون مركزاً اقليمياً رئيسياً لهذه الصناعات، بدلاً من أن يترك شبابنا وشاباتنا بلدهم ليعملوا ويبدعوا في دول المنطقة والعالم".
واعتبرت أن "أهمية التجمع النسائي لتكنولوجيا المعلومات تكمن في الدور الذي يؤديه، وخصوصاً لجهة تشجيع الشابات والفتيات على التوجه الى مهن متعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات". وخلصت الى القول "في هذا القطاع، وفي غيره أيضاً، وفي الشأن العام، كما في العمل الخاص، يمكن أن تنجح المرأة، وأن تكون رائدة وقائدة ومتفوقة". وتخلل العشاء تكريم عدد من الرواد في مجال تكنولوجيا المعلومات لإنجازاتهم ومساهمتهم حيث قامت الوزيرة بالمشاركة بتوزيع الجوائز على المحتفى بهم كما يلي:
- جائزة أفضل تميَز نسائي في حقل تكنولوجيا المعلومات نالتها تيريز صليبا خير الله – المدير التنفيذي لشركة IDM - لبنان وذلك لمساهمتها في تطوير وتفعيل قطاع الانترنت في لبنان. - جائزة أفضل مساهمة لتمكين المرأة من خلال تكنولوجيا المعلومات نالتها لميا مبيض البساط - مديرة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لقيادتها بجدارة وانشائها برامج تدريبية عدة دفعت بالمرأة اللبنانية الى الامام متيحة أمامها فرص أفضل. - جائزة تمييز وإبداع لأفضل فكرة جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات نالتها رين عباس لابتكارها برامج تعتمد على ابتكار العاب تفاعلية وتشكيل أفلام ورسوم ثلاثية الابعاد.



