ثمة حقيقة مذهلة تكمن في أنه عندما بدأت الصين إصلاحاتها الاقتصادية في العام 1979، أدت هذه العملية إلى انتشال عدد كبير من سكانها من قائمة الفقر تفوق أولئك الذين تم انتشالهم من الفقر بموجب برامج المساعدات في مختلف أنحاء العالم، كما أشار أستاذ الخبير الاقتصادي بجامعة ستانفورد، بول رومر مؤخراً.

بدلاً من الاحتفال بقفزة الانتصار
غرقت بكين في مشكلات جديدة
في العام 1981، كان نحو 85 في المائة من الشعب الصيني يعيش بأقل من دولار يومياً، ولكن في العام 2005، تقلصت النسبة إلى نحو 16 في المائة من السكان، وهم الذين يعيشون في فقر مدقع.
وخلال تلك الفترة الزمنية، نجا 600 مليون صيني، أي ما يعادل 10 في المائة من سكان العالم، من الفقر.
وهذا العام، تفوق الصين على اليابان كثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولكن بدلاً من الاحتفال بقفزة الانتصار، كما يفعل أي منتصر في أي مجال، غرقت بكين في مشكلات جديدة.
إذ يواجه الزعماء الصينيون حالياً ضغوطاً دولية استثنائية لترك عملتها، اليوان، ترتفع بصورة أسرع، والتخلي عن ربط عملتها بالدولار الأمريكي، الأمر الذي دفع بغرف التجارة الأوروبية والأمريكية إلى إصدار تقارير تزعم فيها بأنه بات من الصعب على الشركات متعددة النوعية تنفيذ أعمال في الصين.
وبينما كان رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو في أوروبا الأسبوع الماضي، كانت الدول تتسابق فرادى لتوقيع صفقات تجارية مجزية مع العملاق الآسيوي، في حين وجه الاتحاد الأوروبي، وعلى نحو جماعي، صفعة للصين بسبب قيمة عملتها.
وبينما كان يتحدث أمام البرلمان اليوناني، الذي قبل برحابة صدر مساعدة مالية من بكين بقيمة 5 مليارات دولار لدعم صناعة الشحن فيها، قال جياباو إن الصين مازالت دولة نامية رغم التقدم الذي حققته.