الغريزة، والإثارة النوعية ليست بالضرورة أن تحمل هذه الكلمات معان وأبعاد شهوانية، ولكنها في بعض الأحيان تحمل معان اقتصادية كما تبين هذه الدراسة، حول انهيار الاقصاد العالمي قبل عامين.. إذ تقول دراسة أكاديمية إن الصيارفة استخلصوا إثارة مشينة من الخسائر التي عاناها ملايين الأفراد في العالم خلال وقوع الأزمة الاقتصادية الأخيرة نتيجة انهيار النظام الائتماني آنذاك.

المصرفيون أنفسهم يرغبون في
وقوع خراب مؤسساتهم المالية؟؟
فحسبما ذكر بول كروس ثويت من جامعة كارديف في ويلز، فإن موظفي البنوك الكبار الذين تسببوا قبل عامين في وقوع أكبر أزمة اقتصادية عالمية منذ عدة عقود، قد يكونون استمتعوا من الاثارة الناجمة عن خسارة مئات المليارات من الدولارات وجر العالم إلى فترة ركود اقتصادي طويلة.
وفي مقالة نشرت في مجلة "جورنال أوف ذا ثيوريتكال هيومانتيز" قال الدكتور كروس ثاويت إن مسعى المصرفيين الكبار المتعمد للتعامل مع القروض الوسيطة (قروض السبرايم: بتقديم قروض كبير لشركات فتقوم الأخيرة بتقديم القروض للأفراد بفوائد أعلى من دون ضمانات) ومشتقاتها كانت تسير نحو خسائر كارثية ولا يمكن فهمها إلا بأن يكون المصرفيون أنفسهم وبشكل لا شعوري يرغبون في وقوع خراب مؤسساتهم المالية.
واستخدم الدكتور كروس ثاويت في دراسته التي حملت عنوان "دم على الأرضية التجارية: تبديد، تضحية وموت خلال الأزمة المالية" منهج التحليل النفسي لشرح سلسلة مظاهر الازدهار والانتكاس المتعاقبة والتي هزت الأسواق المالية خلال العقدين الأخيرين.
وحاجج الباحث كروس ثاويت بأن الأزمات المالية مثل أزمة "الأحد الأسود" التي وقعت في أكتوبر 1987 وانفجار فقاعة شركة دوت كوم عام 2000 ثم انهيار النظام الائتماني الذي وصل إلى مرحلته الحرجة في عام 2008 كلها تعابير عن حس غريزي للتدمير الذاتي وكان سيغموند فرويد قد اطلق على هذا الميل اسم "غريزة الموت".