السينما كغيرها من مجالات الحياة الأخرى لها قواعدها وقوانينها الخاصة. فليس أي مخرج يمتلك رؤية متبصرة يضمن بها نجاح فيلمه، ولا الممثل النجم يضمن ذلك أيضاً. النجاح في السينما يعتمد أحياناً على قرارات ناتجة عن مزيج من الحدس والحظ كما سنرى في السطور التالية التي تكشف لنا سر نجاح أفلام السينما

1911 المرة الأولى التي يحصل فيها ممثل على نسبة من أرباح الفيلم غير أجره الأصلي، عندما عرض على الممثلة الأسترالية نيللي ستيوارت دور البطولة في فيلم Sweet Nell of Old Drury. نيللي قبضت 1000 جنيه استرليني زائد نسبة من الأرباح وبذلك فتحت الباب على مصراعيه أمام نجوم حذو حذوها مثل سلفستر ستالون في أفلام روكي، جاك نيكلسون في دور الجوكر وتوم كروز في أفلام مهمة مستحيلة.

1911 قرر رجلان يمتلكان شركة Cenataur Film Company تغيير موقعها، الأول أراد كاليفورنيا بينما الثاني أراد فلوريدا، احتكما لوجهي عملة وفاز صاحب كاليفورنيا، انتقلا إليها وغيرا اسم الشركة ليصبح Nestor Film Company التي دخلت التاريخ كأول استوديو في هوليوود.

1972 المخرج الأميركي فرانسز فورد كوبولا كان معروفا أنه عندما يصر على رأي لا يتزحزح عنه بسبب شعوره الداخلي بأنه على صواب، حدث ذلك عندما أراد المنتج روبرت ايفانز استبعاد ممثل شاب يدعى ألباتشينو آنذاك من فيلم العراب The Godfather ، وبفضل إصرار كوبولا على رأيه ولدت أسطورة سينمائية ظلت متوهجة لأربعة عقود متتالية.

1961 أراد كابي بروكولي الاستثمار في حقوق قصص جيمس بوند، وكان يمتلكها آنذاك منتج يدعى هاري ستالتزمان، وكانت فترة تملك تلك الحقوق تقترب من نهايتها وعلى المالك الأصلي التجديد أو بيعها. اختار كابي التحدث إلى ستالتزمان لمشاركته قبل انقضاء الفترة، فوافق الأخير ونتج عن ذلك إحدى أقوى شراكات تملك الحقوق في 54 سنة.

1994 كان الشقيقان هارفي وبوب وانشتاين يتفاوضان مع كوينتين تارانتينو على الجوانب الإنتاجية المتعلقة بفيلم Pulp Fiction والشقيقين لم يكونا مقتنعين بالممثل جون ترافولتا في دور رجل العصابة فنسنت فيغا بينما تارانتينو مصر بشدة على رأيه وعندما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود قال تارانتينو: إما ترافولتا أو آخذ الفيلم لشركة أخرى، عليكما اتخاذ القرار الآن، بعد ثوان هتف بوب نعم ترافولتا. ومنذ ذلك الحين ولد حلف واينشتاين/تارانتينو في هوليوود وهو مستمر بنجاح كبير منذ تسعينات القرن الماضي.

1982 يقولون إن مسألة الجمال نسبية، لكن ذلك ليس ما حدث عندما اختلف دون سمبسون وجيري بروكايمر منتجو فيلم Flashdance على ثلاث ممثلات: ديمي مور، ليزلي وينغ، وجينيفر بيلز، أيهن تستحق دور البطولة. فاحتكموا إلى مدير استوديو التصوير مايكل آيزنر. فأخذ آيزنر أشرطة اختبارات الأداء وجمع موظفيه الرجال فقط وعرضها أمامهم سائلاً: من هي أجملهن في نظركم؟ الظريف أن كل الرجال اتفقوا على بيلز، ونتيجة لذلك أسندت بطولة الفيلم إليها وحقق أرباحاً فاقت 190 مليون دولار.

2003 من المعروف أن جوني ديب لا يحتاج إلى تعليمات من أي مخرج ليفهم أبعاد شخصيته التي يؤديها. أثناء تصوير فيلم قراصنة الكاريبي لاحظ عاملو الأستوديو أن ديب ليس جاداً في أدائه وكان يغير نبرة صوته باستمرار ويترنح في مشيه ويتقلب في أسلوب أدائه، وعندما واجهه المخرج قائلاً: توقف عن هذه البلاهة أنت الكابتن جاك سبارو. فقال مدير الأستوديو دع جوني يفعل ما يريده إنه يطور شخصيته بأسلوبه الخاص. وكانت تلك الكلمات محقة جداً إذ احتلت سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي المركز 12 عالمياً من ناحية الإيرادات. وبعد الفيلم قال ديب إنه كان يطور شخصيته بتقليده أحد أصدقائه وهو كيث ريتشاردز.

1984 في ثمانينات القرن الماضي قاضت استوديوهات يونيفرسال بالنيابة عن شركات الافلام في هوليوود شركة سوني لصنعها أشرطة الفيديو المنزلية بصيغة بيتاماكس، وذلك خوفاً من شركات السينما من المنافس الجديد الذي قد يدفع الناس لهجرة الصالات وتفضيل مشاهدة الأفلام في بيوتهم. التقاضي لم يكن قراراً حكيما، فبعد أن أقر 9 قضاة من المحكمة الاتحادية العليا عام 1984 قانونية الاختراع الجديد بيتاماكس، حدثت طفرة شديدة في أسواق الفيديو ابتداءً من العام 1987 نتيجة تهافت الجمهور على مشاهدة الأفلام السينمائية بعد طرحها على الأشرطة في منازلهم. وفي عام 1988 كان فيلم ET- The Extra-Terrestrial لستيفن سبيلبيرغ قد باع أكثر من 10 ملايين نسخة.

2004 بعد أن سئمت شركة مارفل من رؤية الشركات الأخرى تجني أرباحاً من وراء شخصياتها، قررت أخذ قرض ضخم بلغ أكثر من 500 دولار أميركي لصناعة 10 أفلام، فأعادت شراء حقوق فيلم Thor التي كانت قد باعتها سابقاً، وأيضاً Hulk وIron man ثم دخلت في أحد أجرأ الرهانات في تاريخ السينما الحديثة وهو اختيار الممثل سيئ الصيت آنذاك روبرت داوني جي آر لأداء دور توني ستارك وهو دور البطولة في Iron man، وكانت الاستوديوهات قد ابتعدت عن داوني بسبب إدمانه المخدرات. ونجحت في رهانها إذ أثبت داوني جدارته وكانت النتيجة مذهلة.

1956 رضخ ستانلي كوبريك للجمهور 3 مرات في مسيرته الفنية، فقد أجبر على العودة إلى غرفة المونتاج ليعيد ترتيب لقطاته حتى يتقبل الجمهور أفلامه. حدث ذلك للمرة الأولى بعد عرض فيلم The Killingعام 1956، الذي لم يفهمه الجمهور، فاضطر كوبريك لإضافة تعديلات عليه. والمرة الثانية كانت عندما حذف أكثر من ربع ساعة من فيلمه 2001: Space Odyssey عام 1968 خصوصاً بعد أن قرأ تقارير ذمت الفيلم في الصحافة. والمرة الثالثة كانت عام 1972 عندما حذف مشهدا عنيفا من فيلم A Clockwork Orange وذلك ليحصل على إذن بعرضه في الصالات الأميركية. الفيلم احتوى على مشاهد عنف صنفت في خانة "غير المحتملة" في ذلك الوقت.