شهد شهر رمضان الكريم رحيل عدد من الفنانين كان آخرهم الفنان النجم عمر الشريف، الذي غاب عن عالمنا، مساء امس الجمعة، وكان قد سبقه بساعات الفنان سامي العدل الذي توفي صباح امس بعد تعرضه لوعكة صحية، وودع الملايين هؤلاء الفنانين بدموع الحزن، لكنهم دعوا الله لهم بالرحمة خاصةً أن أرواحهم فاضت إلى بارئها في شهر الرحمة والغفران، وربما لم يخفف من لوعة الفراق عند أهلهم ومحبيهم أكثر من رحيلهم في هذا الشهر العظيم الذي تغفر فيه الذنوب فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

عمر الشريف
كانت بداياته الفنية مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "صراع في الوادي" مع الممثلة فاتن حمامة التي توجت علاقته بها فيما بعد بالزواج عام 1955. وقام الراحل بعدة أدوار في السينما المصرية كان أهمها "في بيتنا رجل" و"الأراجوز" و"المواطن مصري" و"حسن ومرقص" و"القديس بطرس الرسول وقد قام بأداء عدد من الأدوار في السينما الأمريكية، ومن أشهر أدواره العالمية "دكتور جيفاغو"، "فتاة مرحة" و"لورنس العرب". وقدم الشريف مسلسلا تلفزيونيا وحيدا عرض في شهر رمضان عام 2007 يحمل اسم "حنان وحنين"، وهو من تأليف وإخراج إيناس بكر. وكانت المسيرة الفنية للممثل العالمي حافلة بالجوائز حيث فاز بجائزة الـ "جولدن غلوب" لأفضل ممثل عام 1966 في فيلم "دكتور جيفاغو" ورشح عام 1962 لنيل جائزة الأوسكار عن إفضل دور مساعد في فيلم "لورنس العرب"، وتحصل عام 2004 على جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقدرا لمسيرته السينمائية، كما فاز في العام ذاته بجائزة "سيزر" لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وازهار القرآن" وحاز أيضا على جائزة "الأسد الذهبي" من مهرجان البندقية السينمائي عن العديد من أعماله.

سامي العدل حمامة السلام
توفي الفنان سامي العدل فجر امس الجمعة، بعد وعكة صحية تعرض لها منذ أيام ومنعته من استكمال تصوير بقية مشاهده في مسلسل "حارة اليهود"، واشتهر داخل الوسط الفني بدوره الاجتماعي المتميز بين الفنانين، حيث كان يسعى دائمًا إلى حل الخلافات بين الفنانين من خلال سهرات شهرية للم الشمل والصلح، حتى أطلق عليه لقب حمامة السلام، كما تميز بمواهبه الفنية المتعددة والمتميزة ما بين التمثيل المسرحي والتليفزيوني والسينمائي وأيضًا الإنتاج السينمائي ليكون فنانًا شاملًا يستحق عن جدارة لقب إمبراطور السينما المصرية.

حسين الشربيني
توفي الفنان حسين الشربيني عام 2007، وهو على مائدة الإفطار في رمضان، وكان يعاني من مشاكل صحية عديدة، وقد أمضى السنوات الأخيرة من حياته في التقرب إلى الله والتفرغ للعبادة إلى أن توفي في شهر رمضان عن عمر يناهز 72 عامًا. وقدم الراحل أكثر من 90 فيلمًا أهمها "المارد" عام 1964 و"الأفوكاتو" عام 1984، و"ضربة شمس" عام 1978، و"جري الوحوش" عام 1987.

أنور وجدي
توفي الفنان القدير أنور وجدي في 21 من رمضان عام 1955 عن عمر ناهز 51 عامًا، بعد معاناة كبيرة من مرض السرطان، ورحل وجدي في قمة عطائه ومجده الفني، وكانت وفاته صدمة ومفاجأة كبيرة لكل محبيه، وقدم وجدي العديد من الأفلام السينمائية حيث مثّل وأنتج وأخرج وألّف الكثير من الأفلام، وشكل ثنائيًا فنيًا مع زوجته ليلى مراد، ومن أهم أفلامه "قلبي دليلي" و"عنبر" و"غزل البنات" و"حبيب الروح" و"أمير الانتقام" و"النمر" و"ريا وسكينة" و"الوحش".

احمد فؤاد نجم
وفي الخامس من رمضان 2010 توفي الممثل المصري فؤاد أحمد عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد رحلة عطاء كبيرة للسينما والمسرح فقد خلالها بصره من أجل الفن، حيث أمضى 20 سنة الأخيرة من عمره فاقدًا للبصر بسبب مكياج أجري له بطريقة خاطئة فأصيب بالعمى مباشرة، وظل هكذا دون علاج أو تعويض ودخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته، ونجح في تقديم شخصية الشرير بشكل لافت للنظر ومن أهم أفلامه "المشبوه" و"خمسة باب" و"خلي بالك من عقلك".

مديحة كامل
تمتعت بوجه امتزجت فيه البراءة بالإثارة، فكانت مديحة كامل علامة متميزة ومحطة هامة في تاريخ السينما، وشاء القدر أيضًا أن تغيب عن عالمنا في رمضان عام 1997 بعد إصابتها بالسرطان واعتزالها الفن وارتداء الحجاب قبل خمس سنوات من وفاتها. ومن أشهر أفلامها "الصعود إلى الهاوية" و"امرأة قتلها الحب" و"ملف في الآداب" و"شوادر" ومسلسل "البشاير" مع محمود عبدالعزيز، وتوفيت وهي صائمة بعد أدائها صلاة الفجر وكانت تقضي آخر أيامها في المرور على المستشفيات والملاجئ، وجمع التبرعات للمحتاجين، وحضور الندوات الدينية.

هند رستم
اشتهرت الفنانة هند رستم بملكة أدوار الإغراء وشبهت بمارلين مونرو لجمالها وإتقانها لأدوار الإغراء، وهى من مواليد الإسكندرية لأب من عائلة تركية مصرية وكان والدها ضابطا في الشرطة، وقدمت أكثر من 74 فيلمًا سينمائيًا، وانطلقت في عالم الفن بعد لقائها مع المخرج حسن رضا الذي اكتشفها وتزوجها لاحقا، وقدمت آخر أعمالها في عام 1979 خلال فيلم "حياتي عذاب" وقررت بعده اعتزال الفن نهائيا حتى وفاتها في 8 أغسطس 2011 إثر أزمة قلبية حادة.

فاطمة رشدي
ومن الفنانين الذي رحلوا في شهر رمضان عام 1996 الفنانة فاطمة رشدي التي تعتبر واحدة من جيل الرواد في السينما والمسرح، وقامت بالتأليف والإخراج والتمثيل، كما كانت صاحبة فرقة مسرحية هي فرقة فاطمة رشدي تركت تراثًا فنيًا لا يمكن إنكاره، اعتزلت الفن في أواخر الستينات، وانحسرت الأضواء عنها مع التقدم في السن وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن كشفت جريدة "الوفد" عن حياتها البائسة التي تعيشها، فتدخل فريد شوقي لدى المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وحصلت على شقة، إلا أن القدر لم يمهلها فماتت وحيدة تاركة وراءها ثروة فنية كبيرة.