امتع "ثلاثي جبران" وهم فرقة عود موسيقية من قلب مدينة الناصرة الفلسطينية، جمهور جرش بموسيقاهم الساحرة، حلّقوا عاليا، وخاطبوا لغة القلب والروح.. قدموا مجموعة معزوفات على أوتار العود فيها الكثير من الحب، الاشتياق ومشاعر الاغتراب وتفاعل معها الجمهور الأردني والعربي الذي توافد بكثرة للاستماع للفرقة. وكان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الغائب الحاضر مع كل مقطوعة.. فصوته أضفى الحنين على المكان، وعزفت الفرقة الثلاثية نغمات ساحرة فيها الكثير من الشجن، بمرافقة قصائد محمود درويش التي رددها الجمهور.

وقد توحد الثلاثي جبران في نهاية الحفل وقدموا مفاجأة لجمهور جرش حينما عزفوا ثلاثتهم مشتركين معا على عود واحد، مقطوعات أخاذة حملت الحضور إلى عالم آسر خلاب فيه الكثير من الحنين، الشجن والجمال. أمتعوا الجمهور بحضورهم الطاغي خلال أمسية استثنائية على المسرح الشمالي في مهرجان "جرش" وقدموا تجليات من نوع آخر.

الثلاثي جبران أو كما اشتهر الاسم بالفرنسية "le trio joubran"، ثلاثة إخوة من مدينة الناصرة الفلسطينية يعزفون على آلة العود معا وسوية، بروح واحدة يغلفها الحب والألق، ولغة تعكس ما يفكر به الانسان من خوف وقلق وترقب وحب واشتياق، وتمسك بالحياة. في الحفل، اختاروا عزف مجموعة من القطع الفنية التي يعشقها الجمهور، وتنوعوا في اختيار مقطوعات من الاسطوانات التي اصدروها خلال الأعوام الماضية، "مجاز"، "تماس" "رندنة"، "سوء فهم" ، "أسفار"، أمام جمهور لم يكلّ من التصفيق طوال الحفلة التي امتدت قرابة الساعة والنصف.

سمير جبران مؤسس الفرقة هو الأخ الأكبر للعائلة، ولد في مدينة الناصرة الفلسطينية عام 1973، بدأ مشواره حين التحق بمعهد الناصرة للفنون ثم واصل دراسته ليتخرج من معهد عبد الوهاب للموسيقى الشرقية في القاهرة وبدأ نشاطه الفني لينضم من بعدها له شقيقه وسام عام (2002)، ثم جاء دور عدنان، صغير العائلة، المولود عام 1985، في الالتحاق بشقيقَيْه عام 2004، لتبصر النور أوّل فرقة في تاريخ الموسيقى الشرقية تضم ثلاثة عازفي عود. رافق الثلاثي جبران الشاعر الراحل محمود درويش لأعوام طويلة في أمسياته الشعرية في كثير من دول العالم، وانصهروا في فرقة واحدة وهو يلقي قصائده مثل: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، "درس من كاماسوترا"، "لاعب النرد"، "انتظرها" والكثير غيرها.

عزفت الفرقة الثلاثية نغمات ساحرة فيها الكثير من الشجن بمرافقة قصائد محمود درويش

اتخذ الثلاثي، باريس مكانا لإقامتهم ومنها ينتقلون ويجوبون العالم، وقد أحيوا ما يقارب الألف حفلة حتى اليوم، وأنتجوا خمس اسطوانات، وهي: "رندنة"، "سوء فهم" ، "مجاز"، "تماس"، "أسفار"، لتتميز مقطوعاتهم الموسيقية بالدمج والجمع ما بين الموسيقى الشرقية والغربية بتوليفات خاصة تحمل بصماتهم. الثلاثي جبران” لهم اكثر من مشاركة في جرش، كما شاركوا في مهرجانات عالمية، وعرضوا موسيقاهم في اكبر المسارح في أستراليا، مدريد، باريس، الولايات المتحدة، ألمانيا، سويسرا، وغيرها الكثير.