مسلسلات رمضان
تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان)
20/01/2016

هل يمكن ان يجمع من يحمل لقب شيخ، بين ترتيل آيات الذكر الحكيم بابداع وخشوع يطيب للمستمعين، وبين كتابة او غناء مقاطع موسيقية شعبية تطيب للسامعين ايضا؟ الحقيقة هي ان بعض الفنانين المصريين جمعوا بين الجبة والقفطان وبين العود ومنهم يونس القاضي، سيد درويش، ابو العلا محمد، سلامة حجازي، زكريا احمد، والشيخ سيد مكاوي..

لا يتنازل الواحد منهم عن لباسه الأصلي جلبابٌ وعمّة، ويرافقه لقب "شيخ" أينما ذهب، يؤدي صلاته في المسجد كأي خاشعٍ يلتمس رحمة وعفو الرحمن، ثم يعود إلى مسكنه في الحارة الشعبية، ويبدأ عزف مقطوعته الخاصة، لحنًا شجيًا رائعا. وهو لا يجد عيبًا في أن يكون في نفس الوقت شيخًا وموسيقيًا، فهناك رابط لا يراه الكثيرون بين الشيخ وموسيقاه، او بين الجبة والقفطان والعود.. اليكم معلومات عن عن 6 من أشهر من خمل لقب شيخ من الفنانين المصريين او الموسيقيين المصريين..

6. الشيخ يونس القاضي: مكتشف ام كلثوم ومؤلف نشيد (بلادي بلادي): ولد يونس القاضي عام 1888، ونشأ بين أسرة عريقة، واستكمل تعليمه بالأزهر، حتى كبر وصار شابًا ليلتقي عام 1905 بالزعيم مصطفى كامل، الذي استلهم من خطبه نشيدنا الوطني "بلادي بلادي"، وطلب منه الزعيم أن يترجم خطبه التي كان يلقيها في جموع المواطنين بالفصحى والإنجليزية والفرنسية، لأشعار حتى تصل لجميع الناس، وهو ما فعله فعلا.

تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان) صورة رقم 1

في عام 1917، اجتمع الشيخ يونس القاض يبرفيق دربه الشيخ سيد درويش، الذي كان يظن قبل لقائه أنه "ضرير وعجوز مهكع"، إلا أنه تفاجأ بالشاب الموهوب ليصنعا معا ثنائيا لن يتكرر، خرجت من رحمه أعمالا كبيرة أهمها: "أهو دا اللي صار – زوروني كل سنة مرة – أنا هويت وانتهيت".

اكتشف الشيخ يونس القاضي كلا من محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، فالأول قدمه في إحدى مسرحيات فؤاد الجزايرلي ليغني بين فصولها، ثم قدمه للشيخ سيد درويش، والثانيه ذهب بنفسه لأبيها في قرية طماي الزهايرة، وأقنعه أن يأتي للقاهرة لتُغنّي الصبيّة في العاصمة وتنال فرصتها، ورغم رفض والدها في البداية إلا أن بجهود القاضي وسيد درويش المشتركة تمكنا من إقناعه وكتب لها القاضي أولى أغانيها: "قال إيه حلف مايكلمنيش".

5. الشيخ سيد درويش: من عامل بناء الى مطرب وملحن رائع: 31 عامًا هي جملة عمر الشيخ سيد درويش الذي استطاع في أقل من 10 سنوات أن يصنع تاريخًا موسيقيًا عجز كبار الملحنين أن يجمعوه في عقود طويلة متصلة من الفن والتلحين. في عام 1905، التحق الشيخ سيد درويش بالمعهد الديني بالإسكندرية، وفي عام 1908، لعبت الصدفة دورها في حياة درويش، بعد أن استمع إليه الأخوين أمين وسليم عطاالله -وهما من أشهر المشتغلين بالفن- أثناء غنائه في دوريته كعامل بناء، وعرضا عليه أن يسافر معهما إلى الشام ليكون مطرب الفرقة.

تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان) صورة رقم 2

وفي خلال عامين استطاع سيد درويش أن يتمكن من العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، ليعود عام 1914، ويبدأ مسيرة جديدة مع اللحن والغناء في مصر، حتى سطع نجمه في شارع عماد الدين، وأصبح ملحنًا لأغلب الفرق المسرحية هناك، ما بين نجيب الريحاني وجورج أبيض وعلي الكسار. بلغ إنتاجه في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار، وأربعين موشحًا، ومائة طقطوقة، و30 رواية مسرحية وأوبريت، أشهرهم "العشرة الطيبة"، كما أنه صاحب لحن نشيدنا الوطني "بلادي بلادي".

4. الشيخ ابو العلا محمد: الرائد الأول في تلحين القصيد: ابو العلا محم دابن قرية صغيرة في محافظة أسيوط المولود عام 1884، التحق بالأزهر الشريف وأخذه حب التلحين والغناء ليكون أحد أشهر المنشدين والملحنين في مصر أوائل القرن الماضي، الملتزمين إلى حد كبير بالفصاحة واللغة العربية، حتى أطلق عليه "الرائد الأول في تلحين القصيد".

تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان) صورة رقم 3

يعد الشيخ ابو العلا محمد من أصحاب الفضل الكبير في حياة المطربة أم كلثوم، بعد أن ساهم في اكتشافها، ومنحها فرصة كبيرة بالعمل معه، عندما لحن لها أول قصيدة تشدو بها للشاعر أحمد رامي، وهي "الصب تفضحه عيونه"، ولم يكتف بهذا بل طلب منها أن تشدو أشهر قصائده التي اشتهر بها وعرفها الجميع بصوته "وحقك أنت المنى". كان ذلك حتى عام 1926، الذي أصيب بعده الشيخ ابو العلا محمد بالشلل وأصبح من الصعب عليه الالتزام بالغناء والتلحين، لتنهار حالته الصحية بشكل تدريجي بعيدا عن ملاذه المفضل حتى فاضت روحه عام 1927.

3. الشيخ سلامة حجازي: استبدل مرارة اليتم بحلاوة الموسيقى والفن: طفل في الثالثة من عمره ذاق مرارة اليتم، لكنه قرر أن يستبدلها بحلاوة الموسيقى والفن، رغم أنه حفظ القرآن في سن مبكر، عندما كان في الحادية عشر، ليأخذ من جمال التلاوة والتجويد أداة تساعده في إنشاد القصائد والتعرف على المقامات والوقفات المثالية، حتى بدأ ينتقل بصوته إلى الأفراح لينشر بين الناس بهجة وسرورا خاصا بصوته الشجي.

تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان) صورة رقم 4

هو الشيخ سلامة حجازي، الرجل الذي ولد عام 1852، استطاع في أواخر القرن التاسع عشر، أن يصنع مكانة خاصة لنفسه في عالم المسرح الغنائي، بعد أن بدأ أولى تجاربه بتقديم لون جديد في رواية "مي وهوراس" متخذا من تجارب سابقيه يعقوب صنوع ويوسف الخياط في المسرح طريقًا لاستكمال المسيرة، حتى التقى صديقه جورج أبيض، وشاركه في فرقته حتى انفصلا عام 1915 أي قبل رحيله بعامين فقط.

2. الشيخ زكريا احمد: اكثر ملحن غنت له ام كلثوم: عام 1895 كنا على موعد مع ميلاد أحد عمالقة الموسيقى العربية، ورائد من رواد فن الطقطوقة لتكون السيدة أم كلثوم أكثر من غنوا من ألحانه في بداياتها، وحتى بعد أن نالت قسطا كبيرا من الشهرة فيما بعد، ولعل أشهر ما قدمه لها الشيخ زكريا احمد"أنا في انتظارك – حبيبي يسعد أوقاته – أهل الهوى". كان الأب حافظا للقرآن، لذلك فضل أن يسير ابنه على دربه، فألحقه بالكتاب ثم الأزهر، ليكتشف صوته الشجي كمقريء لآيات الذكر الحكيم، ومنها ينتقل إلى الإنشاد، ثم العزف والتلحين وغناء الطقاطيق والقصائد.

تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان) صورة رقم 5

كان ذلك في عام 1919، عندما بدأ زكريا احمد مشواره مع التلحين، بعد أن درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريري الذي قدمه إلى إحدى شركات الاسطوانات ليذيع صيته ويبدأ من بعدها في التلحين للمسرح الغنائي ليترك بصمته في فرق شارع عماد الدين الشهيرة، أمثال نجيب الريحاني وعلي الكسار ومنيرة المهدية.

1. الشيخ سيد مكاوي: ولد كفيفا فمنح الناس نور الغناء الرائع: يعتبر أحدثهم عهدًا، وأقربهم إلى الكثيرين فإن أوبريت "الليلة الكبيرة" خير رسول يعرفنا عليه ويذكرنا بملحن ومطرب كبير عاش بيننا حتى وافته المنية عام 1997. أسرة بسيطة تسكن حي السيدة زينب، يزف إليها نبأ ميلاد ابنهم سيد في 8 مايو/ ايار عام 1927، إلا أن حزنا يسكن المكان، فالطفل الصغير ولد كفيفًا ولن ير من الدنيا سوى سوادا، لذلك قرروا أن يمنحونه نورا آخر، بتحفيظه القرآن الكريم ليكتشفوا أن الله متعه بصوت جميل دفع المنطقة كلها لترشيحة لإمامة مسجد "أبوطبل" ورفع الآذان.

تعرف على 6 فنانين مصريين رافقهم لقب (شيخ) وغنوا بـ (الجبة والقفطان) صورة رقم 6

صوته الجميل كان أول خطوة في حبه للانشاد والاستماع إلى الموشحات، كذلك أسعفته ذاكرته الحديدية في أن يحفظ كل ما يسمعه ويطرب آذانه ويردده من المرة الأولى، حتى سمحت له الفرصة وتقدم للإذاعة المصرية وتم اعتمادة كمطرب، يستمع الآلاف إلى صوته في فقرات تقدمها الإذاعة عن التراث الموسيقي المصري.

بدأ بالتوازي مع الغناء مشوار التلحين، ليقدم في البداية عدد من الأغاني الدينية التي تطرحها الإذاعة للمستمعين، ثم قدم أغاني شعبية خفيفة من بينها "آخر حلاوة مافيش كده"، حتى جاءت الفرصة أمامه للخروج من دائرة التلحين لنفسه إلى التلحين لمطربين، فبدأ بمحمد قنديل، واستمر في مشواره الموسيقي حتى التقى أم كلثوم، وقدم لها أول وآخر ألحانه معها "يا مسهرني"، لتلاقي ربها قبل أن يسلمها لحنه الثاني، ومع ذلك يستمر في تألقه، تاركًا بصمته الخالدة حتى الآن في أغاني تغنى بها كبار المطربين.