كل يختار إثارة الجدل على طريقته سواء بالكوميديا أو بطرح قضايا اجتماعية شائكة تناقش العلاقات الإنسانية وتناقضات المشاعر. وتشهد دور العرض المصرية حاليا وفي الفترة المقبلة فيلمين متباينين إلا انهما أثارا الجدل منذ مراحلهما الأولى سواء كسيناريو أو اثناء التصوير وهما المشخصاتي 2، وحرام الجسد. وطرح الجزء الثاني من فيلم المشخصاتي، بطولة تامر عبد المنعم، وإخراج محمد أبو سيفن، منذ أسبوعين بدور العرض السينمائية، حيث لم يحقق سوى 500 ألف جنيه حتى الان.
وجاء عرض الفيلم بعد إجازته من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، دون حذف مشهد واحد، وكان من المتوقع أن يثير الفيلم جدلا ليس فقط بسبب تناوله للأحداث السياسية التي حدثت في فترة ما بين25 يناير2011 وحتى30 يونيو2013، لكن بسبب طريقة تناول هذه الأحداث.. والسخرية من جماعة الإخوان وقياداتها.
اعلان فيلم المشخصاتي 2
أحداث الفيلم تبدأ بعرض المخرج خيري بشارة، دورا في فيلمه الجديد على ممثل يدعي شلبي الذي يرحب جدا بالدور لأنه يجسد من خلاله شخصية الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ويحصل شلبي علي أوردر التصوير الذي يصادف أن يكون في يوم 25 يناير.2011
يبدأ شلبي التحضير للشخصية وأثناء تصوير اليوم الأول، ويبدأ موكبه في السير خارج الأستوديو لأغراض التصوير يصادف وجود مظاهرات في الشوارع المحيطة بالأستوديو فيعتقد المتظاهرون أنه موكب الرئيس الحقيقي ويتم إخطار رجال الأمن أن هناك موكبا للرئيس في الهرم في الوقت الذي يعلم فيه جيدا رجال الأمن أن الرئيس لم يغادر مقر الرئاسة.
يتحرك رجال الأمن على الفور حتى يتبينوا حقيقة الأمر ويتم إلقاء القبض على شلبي للتحقيق معه في الواقعة، فيقابل وزير الداخلية في هذا الوقت حبيب العادلي وبعد أن يكتشف أنه ليس الرئيس وأنه كان يقوم بعمله كممثل ويرى كم الموهبة التي يتمتع بها شلبي يجنده ويزرعه داخل جماعة الإخوان ليستطيع من خلاله معرفة تفاصيل تحركات هذه الجماعة وأسرارها ولذلك يتنكر هذا الممثل في العديد من شخصيات قيادات الإخوان ومن هذا المنطلق يبدأ تامر عبد المنعم تجسيد شخصية محمد مرسي وخيرت الشاطر وغيرهما من الشخصيات.
الفيلم يسلط الضوء في إطار كوميدي علي خطابات محمد مرسي ويظهر الجانب الآخر وهو استقبال المواطنين لمثل هذه الخطابات سواء في المقاهي أو البيوت، كما يتطرق العمل لأشهر الإفيهات التي رددها محمد مرسي ومنها تعليقه على مظاهرات خرجت في عهده بقوله: دول اتنين تلاتة في حارة مزنوقة وتعليقه على انقطاع التيار الكهربائي المتكرر بصورة كبيرة في عهده بقوله: إن عامل الكهربا بيقبض وينزل سكينة الكهربا وغيرهما.
ويعرض الفيلم وقائع جلسات مجلس الشعب في عهد الإخوان ويتناول من خلال هذا أشهر الشخصيات الإخوانية مثل سعد الكتاتني وعزة الجرف الشهيرة بـ أم أيمن التي تجسدها بدرية طلبة والمواقف الكوميدية التي حصلت في البرلمان، ومن الشخصيات التي تظهر في العمل حسني مبارك وحبيب العادلي والمرشد محمد بديع وخيرت الشاطر والبلتاجي وحازم صلاح ابو اسماعيل وسعد الكتاتني وأم أيمن ومحسن ممتاز.
وتنتهي أحداث الفيلم بإلقاء محمد مرسي خطابه الأخير، وخروج مظاهرات شعبية جارفة تؤيد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وترديد المتظاهرين هتافات ارحل ارحل لمرسي، ويشاهد شلبي كل هذه التفاصيل عبر وسائل الإعلام كأي مواطن ويفهم شلبي وقتها أن الشعب لن يسكت علي ما حدث ولن يتنازل إلا بعد رحيل محمد مرسي ويعتزم شلبي عدم التوقف عن عمله كمشخصاتي.
الفيلم كان قد اثار جدلا واسعا حيث كان جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يطلب تغيير اسماء الشخصيات وعدم المباشرة في رصد الاحداث خصوصا أن أغلب هؤلاء ما زالوا يخضعون للمحاكمات، إلا أن تامر عبدالمنعم أصر على ان ينفذ السيناريو كما هو خصوصا وانه يدور في اطار ساخر.
أيضا تستقبل دور العرض السينمائية الفترة المقبلة، الفيلم السينمائي حرام الجسد والذي من المفترض أن يطرح هذا الشهر مارس وهي تجربة جديدة للمخرج خالد الحجر، يناقش فيها مفهوم الجسد وكل ما يتعلق به، وأيضا أجازته الرقابة دون اعتراض على أي مشهد وصنفته للكبار فقط.. أحداث الفيلم تدور حول الزوجين حسن وفاطمة اللذين يعملان لدى ثري يدعي مراد، وفي فترة الانفلات الأمني واقتحام السجون يخرج علي شقيق حسن من السجن ويذهب إلى منزل شقيقه للاختباء لديه، ولكن مراد يكتشف علاقة الحب القديمة بين علي وزوجة أخيه فاطمة، ويحدث الكثير من المشكلات، بسبب هذه العلاقة ووسط خوف فاطمة وعلي من انكشاف أمرهما أمام الزوج حسن قرران التخلص منه وبالفعل يقومان بقتله ودفنه..
اعلان فيلم حرام الجسد
ويحمل الفيلم الكثير من الاحداث ويطرح قضايا شائكة وهذا ليس بجديد علي المخرج خالد الحجر والذي ارتبطت بداياته السينمائية بأفلام ذات طابع شائك، ومنها أحلام صغيرة. الفيلم يجسد فيه دور البطولة ناهد السباعي وسلوى محمد علي وأحمد كمال وأحمد عبد الله محمود، ومن تأليف وإخراج خالد الحجر.