انطلق الأربعاء الماضي 11 مايو، فعاليات الدورة 69 لمهرجان كان السينمائي لدولي في فرنسا، وبعد غياب دام لمدة أربع سنوات، مصر تعود مرة أخرى لـ "كان" من خلال فيلم "اشتباك". السينما مصرية تواجدت بشكل كبير في دورات مهرجان "كان" المختلفة منذ بدايته عام 1946 حتى الآن، في التقرير التالي نرصد لك تاريخ مصر مع مهرجان"كان".
بعد غياب دام لمدة أربع سنوات، مصر تشارك مرة أخرى بمهرجان كان، جاء هذا بعد أن أعلنت إدارة المهرجان في دورته الـ 69 هذا العام اختيارها للفيلم المصري "اشتباك"، بالمشاركة في المهرجان.
اشتباك من تأليف محمد دياب وخالد دياب، وبطولة نيللي كريم، وهاني عادل، وطارق عبد العزيز، وأحمد مالك.
تدور أحداث فيلم "اشتباك"، داخل عربة ترحيلات للشرطة مليئة بالمتظاهرين سواء المؤيدين أو المعارضين، للأحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير في مصر، ما يؤدي لاشتعال شرارة الخلاف بينهم ونشوب مشادات وخلافات شديدة، حتى تنحرف السيارة عن مسارها، وهو ما يدفعهم إلى التخلي عن تلك الخلافات ومحاولة النجاة معا من الموت.
يذكر أن آخر عمل شارك بمهرجان كان، فيلم "بعد الموقعة" عام 2012، للمخرج يسرى نصرالله وبطولة منة شلبي، باسمر سمرة، وناهد السباعي.
للسينما المصرية وجود منذ بداية مهرجان "كان" والذي بدأ دورته الأولى عام 1946، وجدير بالذكر أن النجم يوسف وهبي كان من ضمن طاقم التحكيم بالمهرجان في أولى دوراته.
وكان أول فيلم مصري يشارك بالمهرجان فيلم "دنيا" للمخرج محمد كمال.
من أحدى المواقف التي لا تنسى بمهرجان "كان" عندما شارك فيلم "البيت الكبير" بالمهرجان عام 1949، وحضرت تحية كاريوكا المهرجان، وهي مرتدية "الملاية اللف"، اعتزازًا بالزي الشعبي التقليدي المصري، وفخرًا بجنسيتها المصرية، ولتتميز أيضًا في المهرجان. ومن مواقف المهرجان اللا تنسى وعندما تطاولت النجمة "سوزان هيوارد" على المصريين كان رد فعل كاريوكا هو وضرب سوزان بالحذاء.
من أقوى المخرجين الذين شاركوا في المهرجان المخرج العالمي يوسف شاهين وكانت أول مشاركاته بمهرجان كان فيلم "ابن النيل" والذي عرض عام 1952 ، أيضاً شارك في نفس العام فيلم "ليلة غرام" والذي كان من إخراج أحمد بدرخان.
فى مسابقة عام 1954 شاركت مصر "كان" بفيلم "الوحش" وكان من إخراج صلاح أبو سيف، أيضاً شارك فيلم "صراع في الوادي" إخراج يوسف شاهين، يذكر أن هذه الفترة كانت تشهد تنافس قوى بين صلاح أبو سيف ويوسف شاهين.
وباتت السينما المصرية تشارك كل عام بمهرجان كان حيث عرض عام 1955 فيلم "حياة أو موت" إخراج كمال الشيخ و في عام 1956، ثم فيلم "شباب امرأة " للمخرج صلاح أبوسيف.
انقطعت السينما المصرية عن المشاركة في "كان" من عام 1956 حتى عام 1964، وكان السبب الأكبر وقتها الظروف السياسية التي تعرضت لها مصر، وعلى رأسها العدوان الثلاثي على مصر والحرب التي دارت بين مصر من جهة وبين إسرائيل وفرنسا وإنجلترا من جهة آخرى، والتي كانت لها نتائج مؤسفة من قطع العلاقات بين مصر وفرنسا.
لكن مصر عادت مرة أخرى للمشاركة في مهرجان كان عام 1964 بفيلم "الليلة الأخيرة" للمخرج كمال الشيخ، ثم فيلم"الحرام" عام 1965 للمخرج هنري بركات. الذي ترشح لنيل جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عام 1965، كما تم تصنيفه في المركز الخامس ضمن أفضل 100 فيلم في التاريخ.
وفي عام1971 شارك يوسف شاهين بفيلم "الأرض" ولاقى الفيلم استحسان نقدي شديد وقتها، ولكن هادت وانقطعت مصر مرة أخرى عن المشاركة حتى عام 1984، حيث لم يشارك وقتها سوى شاهين عام 1973 بفيلم "العصفور"، وكانت العودة للمشاركة هذه المرة أيضا مع يوسف شاهين في عام 1985 بفيلم "وداعا بونابرت".
شارك يوسف شاهين بقوة في مهرجان "كان" حيث عرض له 7 أفلام في الفترة من 1985 وحتى 2004، وهى "وداعا بونابرت" عام 1985 و"المصير" عام 1997 " وفيلمين في مسابقة "نظرة خاصة" هما "الآخر" عام 1999، وفى قسم "نصف شهر المخرجين" عرض "العصفور" عام 1973 و"اليوم السادس" عام 1987 و"إسكندرية كمان وكمان" عام 1990، وكل أفلام شاهين في تلك الفترة كانت إنتاج مشترك مع فرنسا باستثناء العصفور كان مع الجزائر، وعرض في تلك الفترة بالمهرجان 3 أفلام أخرى هي "عودة مواطن" لمحمد خان عام 1987 و"الحب فوق هضبة الهرم" عام 1985 و"سرقات صيفية" عام 1988 ليسرى نصر الله.
فيلم "الحب فوق هضبة الهرم"، عن قصة لنجيب محفوظ، وإخراج من بطولة أحمد زكي وآثار الحكيم واحمد راتب شارك المهرجان عام 1985،العمل للمخرج يسري نصر الله.
كما شارك فيلم إسكندرية - نيويورك، ليوسف شاهين بمهرجان "كان"، عام 1990، العمل من بطولة بطولة يسرا، نيللي كريم، أحمد يحيى، محمود حميدة، يسرا اللوزي.
المخرجان المصريان يوسف شاهين وخالد يوسف مع النجوم المصريين ليلى علوي ومحمود حميدة وهاني سلامة والراحل نور الشريف خلال الدورة 50 من مهرجان كان.
المخرج الراحل يوسف شاهين مع النجوم المصريين يسرا ولبلبة ويسرا اللوزي خلال الدورة 57 من مهرجان كان.
ومنذ عام 2004 وحتى عام 2015 لم يشارك في مهرجان كان غير فيلم مصري واحد وهو فيلم "بعد الموقعة" الذي عرض في عام 2012 من إخراج يسرى نصر الله، وفي عام 2011 كانت مصر ضيفة شرف المهرجان ولكنها لم تشارك بأي أفلام وقتها.
يذكر أن مهرجان "كان" هو أحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم. ويرجع تأسيسه إلى سنة 1946، يقام المهرجان كل عام عادة في شهر مايو، في مدينة "كان" بجنوب فرنسا. ويوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة "السعفة الذهبية" وهي تمنح لأفضل فيلم.