يبدو ان هواة اطلاق شائعات وفاة فنانين ومشاهير لا يملّوا ولا يكلّوا، وها هم يتناقلون شائعات وفاة محمود عبد العزيز النجم المصري الكبير. وقام ابنه محمد بنفي الخبر متأثرا مؤكدا ان والده حي يرزق لكن في المستشفى ومطالبا الاعلام بالتوقف عن تداول اشاعة وفاة محمود عبدالعزيز الذي نتمنى له في موقع مسلسلات اون لاين الشفاء السريع. فما هو سر نجاح هذا النجم الكبير وتعلق الجمهور به وباخباره لغاية الآن؟

محمود عبد العزيز رومانسي بدرجة جعلته يكتسح "حانات" السينما.. كوميدي لدرجة تدمع معها العيون.. هادئ بدرجة جاسوس.. هكذا تخلص محمود عبدالعزيز الساحر من المآلوف، وخرج من سجن وسامته وقدم أصعب الشخصيات الدرامية ليصبح نجما خارج التوقعات، قاد نجوم جيله لخوض مغامرة الدراما التليفزيونية ليخترق القلوب بكل الألوان.

"رقص زحمة يا دنيا زحمة"

ظهر الفنان محمود عبدالعزيز سينمائياً مع بداية سبعينات القرن الماضي، وهي مرحلة كان يملك فيها كل مقومات "الدنجوان" وفتى أحلام الفتيات، فهو الفتى ذو العينين الملونتين والشعر الأشقر، هذه المقومات كانت وقتها كفيلة أن تجعله يتربع على عرش أدوار الرومانسية وقصص الحب.

شارك النجم الشاب في عدد من الأعمال وجسد دور الشاب الرومانسي الأنيق الوسيم الذي يرتدي أحدث صيحات الموضة، بدأها بفيلم "الحفيد" عام 1974، فيلم "حتى آخر العمر" عام 1975، وانطلق بعدها الشاب الوسيم في السينما.

محمود عبدالعزيز في شبابه

الكوميديان الوسيم

لأن محمود عبدالعزيز كان يعلم جيدا قدراته التمثيلية ومؤمنا لأبعد الحدود بنفسه؛ رفض أن يحصر نفسه في قالب الفنان الذي يعتمد على وسامته في أدواره المختلفة؛ فقرر التمرد على هذا النمط مع بداية الثمانينات وانطلق بفيلم "العار" الذي وضعه على بداية مرحلة جديدة مع كوميديا من نوع خاص لا يباريه فيها أحد من نجوم جيله، حيث قدم الكوميديا والتراجيديا معا في نفس الوقت وكان أبرزها: الكيف، وجري الوحوش، والدنيا على جناح يمامة، الشقة من حق الزوجة، الكيت كات.

وأراد محمود عبدالعزيز في هذه الفترة أن يؤكد للجميع أنه خارج التوقعات وأنه لا يسير على خط مستقيم في الفن؛ فقرر أن يخوض عدد من المغامرات الفنية فقدم أيضاً أفلام مثل: "وكالة البلح، المعتوه، الخبز المر، درب الهوى، أبوكرتون، السادة المرتشين، أرجوك اعطنى هذا الدواء، العذراء والشعر الأبيض، بيت القاصرات، السادة الرجال، البرئ، الجوع، أبناء وقتلة، وغيرها.

محمود عبدالعزيز مع ميرفت أمين في لقطة من فيلم الحفيد

فخ الأفلام التجارية

ورغم أن فترة انطلاق الفنان محمود عبدالعزيز سينمائياً هي نفسها الفترة سادت خلالها ما تسمى بالأفلام التجارية نتيجة لحالة من الإفلاس الإبداعي التي عانتها السينما المصرية؛ إلا أنه لم يقع في هذا الفخ، كغيره من كبار الأسماء، واستطاع أن يتجاوز تلك المرحلة بأعمال مازالت محفورة في الذاكرة

مغامرات الدراما

في أواخر الثمانينات كان النجم محمود عبدالعزيز متربعا على عرش السينما مع عدد محدود جدا من منافسيه، لكنه ولأنه اعتاد على مخالفة كل التوقعات قرر أن يخوض مغامرة الدراما التلفزيونية، وهي خطوة كان يخشاها كثير من النجوم لأنهم كانوا يرون فيها تأثيرا سلبيا عليهم في السينما؛ لكن محمود عبدالعزيز فعل عكس معظم نجوم جيله وخاض التجربة بمسلسل "البشاير" وحقق نجاحا جماهيريا واسعا، ثم الدور التاريخي له في "رأفت الهجان" بأداء متفرد، ليصبح هذا المسلسل من كلاسيكيات الدراما التلفزيونية، ويسطر به محمود عبدالعزيز تاريخاً درامياً جديدا في مسيرته الفنية.

مشهد بين محمود عبد العزيز و فؤاد خليل

ابتعاد وعودة

في منتصف التسعينات قرر محمود عبدالعزيز أن يقدم عملا واحدا في العام، وظل على ذلك حتى عام 2001 الذي شهد عودة قوية له بفيلمين هما "الساحر" و"رحلة مشبوهة"، بعدها غاب عن الساحة لثلاث سنوات ثم عاد بمسلسل "محمود المصري" عام 2004، ليبتعد مرة أخرى حتى عام 2008 ليعود بفيلم "ليلة البيبي دول" ثم فيلم "إبراهيم الأبيض" عام 2009، ثم ابتعد عامان حتى عام 2012 عاد بمسلسل "باب الخلق"، وفي 2014 قدم "جبل الحلال"، وآخر أعماله مسلسل "رأس الغول" 2016.

كسر محمود عبدالعزيز كل الأنماط التقليدية المتعارف عليها في الفن؛ فقدم معظم الأنماط والشخصيات الفنية، ودخل إلى أعماق تلك الشخصيات ولم تستطع أي شخصية أن تجعله أسيرها وحدها فحلق في سماء الفن منفردا بأسلوب خاص به.

محمود عبدالعزيز مع حسين فهمي في لقطة من فيلم العار

محمود عبدالعزيز في مشهد من فيلم أبوكرتونة

محمود عبدالعزيز مع يوسف شعبان في لقطة من مسلسل رأفت الهجان