الموت علينا حق، ولكن لا توجد قوانين في الدنيا تبرّر جريمة إطلاق شائعات الوفاة على كلّ فنان بمجرّد دخوله المستشفى. والظاهرة باتت فأل شؤم عند أغلب أسر النجوم، بعدما تعددت ظاهرة وفاة النجوم إثر تكرار شائعات وفاتهم، مثلما حدث مؤخّراً مع الموسيقار اللبناني الكبير ملحم بركات قبل رحيله وكذلك مع النجم محمود عبد العزيز الذي رحل عنا يوم امس الاول!
شائعات الوفاة قتلت محمود عبد العزيز وقتلت ملحم بركات ألف مرة وهما على قيد الحياة، ولم ترحم اسرتيهما .. ولم يشعر أصحاب الشائعات بذرة ندم بعد رحيل الفنانين.. بل على العكس.. نقلوا نشاطهم لقتل ضحايا جدد.. يموتون يومياً من الرعب مع ذويهم عندما يتلقون التعازي بمريضهم الذي لا يُرجى إلا شفاؤه!
وفاة محمود عبد العزيز:
شائعات وفاة النجوم تبدو منسّقة ومكثفة ومجهولة المصدر دوماً، ويتورط في ترويجها بعض نجوم الفن الباحثين عن "سبق العزاء"، واثناء تواجد الفنان الراحل محمود غبد العزيز في المستشفى، تخوفت اسرته من تكرار "الفأل السيء" مما دفع ابنه الفنان محمد محمود عبد العزيز إلى البكاء أكثر من مرة وهو يتطوع لنفي شائعة وفاة والده. وبرغم الدموع والبيان الرسمي وظهوره بالصوت في عدة برامج ليطمئن الجميع بشأن والده، تمّ تداول ثلاث شائعات متلاحقة، انتهت بوفاة النجم القدير فعلا!".
وفاة ملحم بركات: المطربة أمل حجازي، استبقت وفاة ملحم بركات بساعات، فأعلنت الخبر، برغم أنه كان على قيد الحياة، ويبدو أنه شعر بأن النجوم يتعجّلون موته فأسلم الروح. أمل حجازي لم تكن وحدها، فخلال شهر من المعاناة مع المرض الخبيث، كان الألم الأكبر هو معاناة الموت يومياً على يد الأصدقاء لدرجة أنّ العائلة اضطرّت للخروج عن صمتها، وكتبت ابنته غنوة عبر صفحتها الخاصّة على فيسبوك نداءً إلى الصحافيين والفنانين على وجه الخصوص، تمنّت خلاله على من يستعجل موت والدها أن يموت قبلها، واعتبرت أنّ الجميع أمام امتحان متسائلة: "ألا يخافون الله؟"، واستغربت كيف يستعجلون رحيل الموسيقار بهذه الطريقة البشعة.
محمود ياسين:
النجمة رانيا محمود ياسين محسوبة الآن على رجال الإعلام، وتعلم جيداً أن دوامة شائعات الموت التي طالت والدها لن تتوقف إلا بموته، ولهذا سارعت لإنهاء الأزمة مبكراً مع أول شائعة طالت الفنان الكبير في شهر أبريل الماضي، وكتبت عبر صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك: "كل شويه تبشروا على ابويا اتلموا بقى ملعون ابو الفيس بوك اللي خلانا لبانة في لسان كل تافه". وأضافت: "معركتي معاكم يا شوية مضللين ومروجي الإشاعات حسبي الله ونعم الوكيل فيكم".
نبيلة عبيد:
نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد تولّت مهمة الدفاع عن نفسها ببيان مؤثر، بعد شائعات وفاة متكررة طالتها لمجرّد إصابتها بدور برد معتاد في مثل هذا التوقيت من كل عام، وكتبت بياناً لا يفهمه إلا أصحاب القلوب، قالت فيه: "أشعر بضيق من الإشاعات التي انتشرت عن وفاتي، وأرى أنه من اللإنسانية الحديث عن وفاة أحد بينما هو حيّ يرزق، ولا أدري ما هو المكسب الذي يحصل عليه مروجو مثل هذه الإشاعات التي تتسبب في بالغ الضرر النفسي للآخرين وعائلاتهم.
لا أعرف لماذا يتعجلون موتي وأنا لا أتسبب في الأذى لأحد؟، بل على العكس أحب كل الناس وأتمنى الخير للجميع، ولا أعلم لماذا حوّل البعض مجرد إصابتى بنزلة برد بسيطة إلى نهاية حياة. وعلى العموم، أوجه رسالة شكر لمن حاولوا الاطمئنان عليّ وهم كثرٌ، وأقول للجميع أنا بخير ولا حقيقة لمثل هذه الإشاعات المقيتة. #نبيلة_عبيد".
جميل راتب:
الفنان خالد الصاوي وقع في الفخّ سابقاً ونعى الأستاذ القدير جميل راتب قائلاً: "تنعي أسرة مكتب خالد الصاوي الفنان الكبير جميل راتب الذي وافته المنية اليوم بعد صراع مع المرض نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته". وبعد انتشار الشائعة وفشل نقابة الممثلين في تكذيبها اضطرّ الفنان القدير على مقاومة المرض وأجبر على الظهور في جلسة تصوير من داخل منزله برفقة مدير أعماله لينفي الخبر المزعج.
عادل امام:
الفنان عادل إمام كان من أكثر الفنانين تعرضًا لهذه الشائعة، ولكنه لم يكترث أو يهتم بها أبدًا، حتى خرج عن صمته في إحدى المرات، قائلًا: "خايف لما أموت بجد محدش يصدقني".
فيفي عبده:
الفنانة فيفي عبده وفقاً للشائعات ماتت أثناء جراحة في القلب، وأعلن منتج مقرّب منها موعد ومكان الجنازة وترتيبات الدفن والعزاء، ولم تردّ عليهم إلا بجملتها المعتادة "خمسة مواه" ورقصة بلدي، وأكّدت أنها بكامل صحتها!