فوجئ الكثيرون بالإقبال الشديد على عروض مسرحية مدرسة المشاغبين بدءً من يوليو 1971، وتوافد الجمهور على المسرح بأعداد كثيفة لمشاهدة ابطال المسرحية الشباب عادل إمام، سعيد صالح، أحمد زكي، يونس شلبي، حسن مصطفى. وانتهت عروض مدرسة المشاغبين أواخر عام 1974، ذلك وسط نجاح باهر حققه جيل صاعد في عالم الفن، وتم تقديم المسرحية حينها في أكثر من دولة عربية، مما حفز القائمين على المسرحية بالتفكير في عمل جديد أكثر نجاحًا، ولكن عدة مفاجآت غير سارة بددت ذلك الحلم.
في عام 1975 قدم أبطال "مدرسة المشاغبين" عرضًا جديدًا باسم "قصة الحي الغربي"، مع إضافة ممثلين آخرين لا يقلوا كفاءة عنهم، وهم حسن يوسف، صلاح السعدني، لبلبة، نعيمة وصفي و سيد زيان، إلا أن المسرحية لم يتم تصويرها، كما أنه تم منعها لأسباب اختلف عليها فريق العمل.لقطات من مدرسة المشاغبين
"قررنا نعمل مسرح عن مشاكل الشباب"، هو نص ما قاله الفنان الراحل سعيد صالح مشيرًا إلى أن فرقة "الفنانين المتحدين" قررت معالجة مشكلات الشباب بعد النجاح الباهر لـ"مدرسة المشاغبين". ورغم طاقم العمل القوي الذي أدى هذه المسرحية إلا أنه تم إيقافها، وهنا قال سعيد صالح: "المسرحية دي كسرت مدرسة المشاغبين، بس للأسف كان فيها مشاهد بنهاجم فيها الحكومة فمنعوها".
وتابع الزعيم: "كنا بنعمل مسرحية اسمها قصة الحي الغربي، أيام الرئيس السادات، أياميها كانوا قالوا في حريات وفي بتاع واتكلموا مفيش حاجة، فاحنا عملنا نفسنا مصدقين إن في حريات في المسرح. وقعدنا نقول اللي عاوزينه وقعدنا نشتم ونعمل، وبعدين فجأة لقيت مراتي بتكلمني بتقولي ناس من الرئاسة سألوا عليك قلت العملية هتبقى مش مظبوطة"، إلا أنه فيما بعد فوجئ بأن الاتصال كان بخصوص "هدية" أرسلها الرئيس الراحل له عبارة عن "كلب". اقرأ عن عادل امام والكلب هدية السادات في موقع مسلسلات اون لاين هنا: فيديو مضحك: عادل امام يتحدث عن قصته مع كلب السادات
انتهت عروض مدرسة المشاغبين أواخر عام 1974، ذلك وسط نجاح باهر
الكاتب والسيناريست بلال فضل أوضح بعض كواليس المسرحية وروى: "بعد ما اتصورت مدرسة المشاغبين واتذاعت فكر سمير خفاجي (منتج ومؤلف مسرحي) إنه يعمل مسرحية تتفوق على نجاح المشاغبين، اللي كانت تحولت لظاهرة ملهاش مثيل.. قرر يعمل مسرحية معمولة عن فيلم قصة الحي الغربي الشهير بنفس العنوان، يبقى فيها نفس أبطال المشاغبين ويحط عليهم لبلة، حسن يوسف، صلاح السعدني، كم كبير من الممثلين المسرحيين المتميزين".
خلال الإعداد للمسرحية اعترض عادل إمام على دوره وترك العمل، لكنه بعد أن سمع أنباء إحلال الفنان محمد صبحي مكانه عاد من جديد. "كانت مأساة بسبب فوضى الممثلين على المسرح". وكشف فضل الجانب السياسي الذي تناوله العرض: "اللي زاد وغطى إن سعيد صالح عمل مشكلة مع الرقابة، لأنه قلد السادات وهو بيكلم مراكز القوى"، ورغم ذلك رأى سببًا آخرًا لإيقافها: "قفلت ببساطة لأنها فشلت تجاريًا، لإن المشاهد ما انسجمش من الربكة اللي شافها على الخشبة، رغم إن المسرحية فيها أهم نجوم مصر".
"قصة الحي الغربي" كانت ثاني مشاركة للفنان صلاح السعدني مع مجموعة "المشاغبين"، بعد أن أدى دور "بهجت الأباصيري" 3 أشهر، ليكون على استعداد لتكرار عمله معهم، إضافةً لتوليه مهام إدارة فرقة "الفنانين المتحدين" حينها، وقال بخصوص المسرحية: "عملنا مع جلال الشرقاوي رائعة أخرى للأسف لم تُصور، اللي هي مسرحية اسمها قصة الحي الغربي.. دي مسرحية أمريكانية ولنجاحها الشديد كانت صراع بين الشباب الأمريكي والشباب المهاجر لأمريكا، فيها العنصرية الشهيرة جدًا في ذلك الوقت.
وأردف الشرقاوي: كانت مسرحية نجحت نجاح مرعب وجالت كل أنحاء أوروبا، نجاحها ده شجع أحد منتجين السينما الكبار إنه ينقلها سينما، الحقيقة أنا شوفتها مسرح في باريس، فعندي فكرة كاملة عنها، حينها بدأ في الإعداد لها على خشبة المسرح لكن الحكومة والرئاسة منعتها.
موقع المسلسلات والأفلام وبرامج التلفزيون الرائد في العالم العربي
