لم تكن قصص الحب الرومانسية التى عاشتها فى أفلامها سوى انعكاس لحياة مفعمة بالمشاعر الملتهبة التي عرفت طريقها إلى قلوب 6 رجال احتلوا في حياتها منازل العشاق لكل منهم حكاية، كانت الدموع ستارها المنسدل في الختام، وكأنها عاشت فيلمًا طويلًا كانت هي بطلته دون أن تدري لم يعرف نهاية سعيدة كالتي عايشتها في معظم أعمالها السينمائية. 6 رجال في حياة "الدلّوعة" صاحبة الصوت الشجي، الفنانة المعتزلة شادية، من بينهم احمد الفلسطيني، كمال الشناوي، عماد حمدي، فريد الأطرش، عزيز فتحي، صلاح ذو الفقار. تزوجت ثلاثة منهم واكتفت بحب الثلاثة الباقين. نرصدهم لكم بالتفاصيل في التقرير التالي..

1. أحمد.. شهيد حرب فلسطين

الحب الأول في حياة "فاطمة أحمد شاكر"، وهو الاسم الحقيقي للفنانة شادية كان من نصيب ضابط بالجيش المصري يدُعى أحمد، تعلقت به على طريقة حب "ابن الجيران" حيث كان يسكن في نفس الشارع التي تقيم به مع أسرتها، ولم يعلم أحد بحقيقة ذلك الحب. اُستشهد أحمد في إحدى معارك حرب فلسطين 1948، وحينما علمت بالخبر فور عودتها من العرض الخاص لفيلمها الأول انهارت من البكاء لشدة حبها له، حيث إنها رفضت في سبيل الارتباط به كل من تقدموا بعروض الزواج منها، ومنذ ذلك الوقت قررت أن تتفرغ بشكل كامل للفن، عسى أن يواسيها في محنتها ويخفف عنها أحزانها.

2. كمال الشناوي

بعد رحيل الحب الأول في حياة "الدلوعة" انخرطت شادية في التمثيل، وشكلت مع كمال الشناوي ثنائيًا ناجحًا، حتى إنها قدمت بصحبته 12 فيلمًا خلال 5 سنوات فقط، كان أولها فيلم "حمامة السلام" في عام 1947. غلب على أفلامهما الطابع الرومانسي خفيف الظل، حيث "الحدوتة" بين الولد والبنت التي يتخللها مشاكل سرعان ما تتحول إلى حب، يُكلل في النهاية بالزواج، واستغل معظم المخرجين هذه "التيمة الفنية" في 32 فيلمًا، وهو مجمل الأفلام التي تشارك في تقديمها "شادية وكمال".

نجل كمال الشناوي يكشف مفاجآت بشأن علاقة والده بالفنانة شادية

بمرور الأعمال السينمائية الناجحة، انتقل الحب إلى الواقع ونشأت علاقة عاطفية بينهما، بعد أن لاحظ "الشناوي" انجذابه لها وعدم قدرته على التخلي عنها، وبالمثل كانت تقابله نفس الإحساس، إلى أن جاءت القبلة الأولى بينهما أثناء تصوير فيلم "ليلة الحنة" عام 1951، وكانت أول قبلة بالنسبة لشادية في السينما، فجعلت العلاقة تتوطد بينهما، لدرجة أنه أنتج لها فيلمًا باسم "عش الغرام" من إخراج حلمي رفلة في عام 1959.

أما النهاية لقصة الحب تلك فلم تكن على الإطلاق من نوع البداية الملتهبة، والتي روى تفاصيلها المخرج محمد كمال الشناوي، نجل الفنان الراحل في مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمود معروف على قناة "العاصمة"، حينما أوضح أن والده تهرّب من الفنانة شادية في اللحظة الأخيرة من الزواج، لأنه كان يؤمن بأن الحب الكبير يضيع بالزواج، لذا تزوج من شقيقتها "عفاف شاكر" حتى يظل بجوارها، لكن الزواج لم يستمر سوى شهر واحد.

3. عماد حمدي

الزيجة الأولى في حياتها كانت من نصيب الفنان عماد حمدي الذي كان يكبرها بما يزيد على 20 عامًا، ورغم ذلك أصرت على إتمام الزواج في حفل عائلي متواضع، وحدث حمل لكنه لم يكتمل.

أزمة نفقة الشرعية التي كان "عماد" مطالبًا بتسديدها لطليقته "فتحية شريف" كدرت عليه حياته الزوجية الجديدة، حيث بلغت قيمة النفقة ألف جنيه ساعدته "شادية" في تدبيرها، لكن مع تزايد الأعباء، نشبت الخلافات بين الزوجين، حتى وصل الأمر إلى صفعة لها في حفل أمام أصدقائها، وهنا قررت "شادية" الانفصال عنه رغم محاولات الصلح بينهما.

لقاء مع نادر عماد حمدي إبن الفنان عماد حمدي مع الفنان سمير صبري

تمتعت شادية - رغم عدم إنجابها - بحنان الأمومة، لذا لم تنقطع علاقتها بنجل الفنان عماد حمدي بعد انفصالها عنه، وهو الأمر الذي صرح به "نادر" في لقاء تليفزيوني مع برنامج "ماسبيرو" تقديم سمير صبري، حيث قال: "ماما شادية هي أمي الروحية، وأقرب إنسان لي في هذا الوجود، وتزوجت أبي في عام 1953، وكان عمري وقتها 4 أعوام، فالتقيتها في هذا العمر للمرة الأولى، لكنني لم أقترب منها كثيرًا لحساسية العلاقة مع أمي"، متابعًا: "شادية اتصلت بأمي واعتذرت لها عن زواجها من والدي، وتعجبت أمي من موقف شادية، وسامحتها وصارتا صديقتين منذ هذا الوقت، وبعد وفاة والدتي أصبحت شادية هي أمي، وأصرت على مناداتها بماما شادية".

4. فريد الأطرش

قصة حبها للفنان السوري فريد الأطرش بدأت بعد انفصالها عن زوجها الأول عماد حمدي، وذلك من خلال فيلم "ودعت حبي" عام 1956 حيث كان اللقاء الأول في مدينة السويس، ولاحظ جميع الحاضرين اهتمام "فريد" بالفنانة شادية وخوفه وقلقه الدائم عليها. ومن جانبها انتقلت شادية لتكون بجوار فريد حين بدأ الحب يلتهب بينهما، حيث سكنت فى الطابق الثالث بعمارة فريد الأطرش المطلة على النيل، بينما كان يسكن هو فى الطابق التاسع، وبدأ اهتمامها به يزيد يومًا بعد يوم، لدرجة أنها كانت تعد له الطعام بنفسها.

العلاقة بينهما توترت بعد أن قرر "فريد" السفر إلى فرنسا لإجراء فحوصات طبية للتأكد أن بمقدوره العطاء كزوج، لكنه رفض طلبها بأن تكون بصحبته في هذه الرحلة، مما أثار قلقها فدب بينهما سوء الظن، خاصة وأن "شادية" تعلم بكثرة سهرات "فريد" اليومية وانفتاحه الدائم على الآخرين، فاعتقدت أن رحلته الغامضة والمفاجئة لفرنسا هروبًا منها و سعيًا وراء امرأة أخرى.

عاد فريد إلى مصر ليجد الحقيقة الصادمة، وهي زواج شادية من رجل آخر، وبيعها شقتها التي كانت قد اتخذتها مسكنًا في نفس عقاره، وعن تلك الصدمة قال في مذكراته مدافعًا عن نفسه: "كنت أتحدث إليها مرة كل يومين من باريس، ويستبد بىّ الشوق فأتحدث كل يوم.. كيف إذا أستغنى عنها!".

5. المهندس عزيز فتحى

تزوجت شادية للمرة الثانية من المهندس عزيز فتحي، في 20 يناير 1958، بعد أن تعرفت عليه وتوطدت العلاقة بينهما فى إحدى سهرات فريد الأطرش، التي كان يتردد عليها بصحبة خالتيه "ميمي وزوز شكيب". لم يستمر الزواج طويلًا بعد معرفة "شادية" بحقيقة الزواج الأول لـ "فتحي"، وهو الزواج الذي أخفاه عنها، ومع تزايد المشكلات بينهما تم الطلاق الذي رفضه هو في البداية، لكنها أقامت دعوى قضائية استمرت بالمحاكم فترة طويلة، ولم تنته إلا باتفاق ودي بين والد الزوج ووالد شادية.

6. صلاح ذو الفقار

الرجل السادس والأخير في حياة "الدلوعة" كان زوجها الثالث الفنان صلاح ذو الفقار الذي اندلعت بينه وبينها شرارة الحب أثناء تصوير أحد الأفلام، لتستمر شهورًا وتنتهي بالزواج. أصّرت "شادية" على تجربة حظها للمرة الثالثة في الإنجاب، رغم نصيحة الأطباء لها بعدم تكرار المحاولة؛ لضعف جسدها وعدم قدرتها على الإنجاب، وبالفعل حدث الحمل لكن الجنين سقط في الشهر الربع، فساءت حالتها النفسية والعصبية، الأمر الذي انعكس على استقرار حياتها الزوجية، فحدث الطلاق للمرة الأولى، وبعد محاولات المقربين للصلح عاد الزوجان، لكن سرعان ما حدث الطلاق للمرة الثانية في عام 1972، لتقرر بعدها "شادية" عدم خوض تجارب الحب مرة أخرى، والتفرغ لمراعاة شؤون أبناء أختها "عفاف"، لتعوض بهم حنان الأمومة التى حُرمت منها.