ما أجمل الصدفة حين تحمل لنا أفضل الأقدار وأطيبها، لكن ما أتت به الصدفة لـ"نانسي عاطف" فاق كل طموحاتها وتخطى كل توقعاتها، وبعدما كان أقصى طموحها أن تغنى على مسرح دار الأوبرا المصرية وجدت نفسها تقف أمام رئيس الجمهورية فى حفل باهر نال إعجاب الجميع.

"لا أستطيع التعبير عن إحساسى فهو إحساس لا يمكن وصفه وما كنتش أتخيل إنى ممكن أغنى أمام رئيس الجمهورية وكان أقصى طموحى أغنى على مسرح كبير زى دار الأوبرا المصرية وسط جمهور كبير، فما بالك بالغناء أمام الرئيس؟!" تلك الكلمات التى قالتها نانسى بنبرة صوت يملؤها السعادة ودموع الفرح.

لم تكن نانسي تعاني من أى إعاقة حركية طوال حياتها، حتى تعرضت لحادث أليم قادها إلى الجلوس على كرسى متحرك بعد تخرجها فى كلية التربية الرياضية، إلا أنها لم تستسلم له وقررت أن تحول محنتها إلى منحة بطموحها وإصرارها لتصبح مدربة للباليه المائي ومؤسسة لفرقة غنائية تؤهلها للغناء أمام رئيس الجمهورية.

عملت كمدربة للباليه المائي بنادي الزمالك حتى بعد إصابتها، كما شغلت منصب منسقة مشروع فنون ورياضة بإحدى المؤسسات الخيرية لخدمة أصحاب الكراسى المتحركة، والتى عن طريقها تم تكليفها باختيار عدد من أبناء المؤسسة الموهوبين للمشاركة في الاحتفالية الأخيرة لذوى الإعاقة فى يومهم العالمي.

وجدت نانسى عددا من الموهوبين يؤدون اختبارات الغناء والرقص المختلفة، وأخبرتهم أنها تمتلك صوتا عذبا وقادرة على الغناء، وساعدها على ذلك الفرقة الغنائية التى كونتها من أصحاب الكراسي المتحركة فى المؤسسة التى تعمل بها لدمجهم مع الأسوياء، وتقديمهم للحفلات الغنائية بساقية الصاوى، وبالفعل استطاعت أن تخضع لاختبار الغناء وتقبل به وتبدأ التدريب معهم بعدها مباشرة.

بصوتها العذب وإحساسها الجياش ووجهها الملائكي شاركت نانسى عاطف فى غناء أغنية "نفس الحروف" بصحبة الممثلة والمطربة المتميزة دنيا سمير غانم وأطفال من أصحاب القدرات الخاصة، باحتفالية ذوى الاحتياجات الخاصة والتى حازت على حب واستحسان الحضور وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولاقت أيضًا إعجاب المشاهدين وتداولها رواد السوشيال ميديا عبر صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بهم، وعن ذلك قالت: "سعيدة جدًا بالأغنية ومشاركتى مع فنانة ناجحة وجميلة زى دنيا وباقى أبطال ذوى القدرات الفائقة، واللى زاد من سعادتى هو ردود الفعل الإيجابية للجمهور بعد أداء الأغنية".