مسلسلات رمضان
نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم
05/02/2020

رحلت الفنانة القديرة والانسانة الراقية نادية لطفي لكنها لم ترحل.. ظلت حتى أخر أنفاسها محبة للحياة مقاومة للألم، متصالحة مع الزمن وعلاماته، تفتخر بسنوات عمرها كلما تقدمت فى السن، لأنها قضت أغلب هذه السنوات وهى تفعل ماتحب وماتريد وماتقتنع به، تعطى للفن وللحياة وللوطن وللبشر نموذجا فى المقاومة والإبداع ، المقاومة من أجل الوطن، والمقاومة من أجل الفن، والمقاومة من أجل الحياة، والمصالحة مع النفس والوضوح فى المواقف .. لمزيد من التفاصيل اضغط هنا: وفاة الفنانة القديرة نادية لطفي عن عمر 83 عاما

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 1

ابتعدت الراحلة الجميلة نادية لطفى عن الفن والتمثيل منذ قدمت أخر اعمالها الفنية وهو مسلسل "ناس ولاد ناس عام 1993 "..اعتزلت الفن ورغم ذلك لم تنعزل عن الجمهور ولم تعتزل الحياة ، وكان لها دور بارز وواضح فى القضايا الوطنية والقومية وفى مقاومة العدو الصهيونى. عاشت طوال حياتها بروح المناضلة المتمردة على كل أسباب الضعف، قاومت الفن الهابط ، وقاومت المرض الذى جعلها تقضى أغلب الفترة الأخيرة من حياتها فى المستشفى ولكنه مهما اشتد عليها لم يضعف من قوتها وإرادتها وحرصها على التواصل مع الناس.

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 2

لخصت نادية لطفى المتصالحة مع الزمن نظرتها للمرض فى كلمات كتبتها منذ عامين وهى ترقد فى المستشفى مستقبلة العام الجديد وعبرت فيها عن جزء من شخصيتها المقاومة والمحبة للحياة وقدمت نموذجا للرضا والصبر والقوة والعزيمة حيث قالت: «أكتب هذه الكلمات والسنة الجديدة فى طريقها إلى الدنيا استعد لها بسنوات عمرى المتبقية، أقول لها ادخلى وخذى من حياتى ما شئت، فقد اعتدت أن أحتفل مطلع كل عام بالسنة الجديدة وأيضا بميلادى الموافق 3 يناير، أكتب من غرفتى بالمستشفى ، حيث أخضع للعلاج، لكننى مع قسوة الألم أمارس حياتى كما أريد وأحب وأبغى، ألتقى الناس ولا أهرب منهم لتقدمى فى العمر فلست ممن يخافون من الزمن ولا من أفعاله، أعترف أننى لست فى الشكل والصورة التى اعتاد الجمهور رؤيتها، لكن تقدم العمر أضاف لى خبرات وتجارب كثيرة أولها عمق التعامل والحكمة والرؤية المستقبلية، والآن أنا امرأة جميلة الفكر أمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار».

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 3

تحمل نادية لطفى صفات القديسة لويزا الطاهرة فى فيلمها الرائع الناصر صلاح الدين التى لا يعرف قلبها سوى الحب والسلام، فتداوى الجرحى وتخفف الآلام، ورقة وبراءة «سهير» فى فيلم الخطايا، وبنفس القدرة على الإبداع والإبهار تتحول لتصبح «زنوبة» فتاة الليل اللعوب التى تستطيع الاستحواذ على قلب وعقل «سى السيد وابنه ياسين فى رائعة نجيب محفوظ «قصر الشوق»، تشعر وكأنها تستطيع تطويع ملامحها ومشاعرها، فتتحول بين كل دور ونقيضه، فمن ينظر إلى وجه «لويزا» لا يصدق أنه نفس وجه «زنوبة» فى قصر الشوق، ومن يرى «مادى» فى النظارة السوداء، و«ريرى» فى السمان والخريف» يتعجب حين يرى ملامح «زينة» فى فيلم المومياء.

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 4

لم تكن نادية لطفى مجرد فنانة ذات رصيد ضخم من الإبداع والوهج الفنى جعلها القاسم المشترك وكلمة السر فى نجاح عدد من أعظم أفلام السينما المصرية، حيث تستحوذ على عدد كبير من بين أعظم 100 فيلم فى السينما ومنها «المومياء، الناصر صلاح الدين، الخطايا، أبى فوق الشجرة، المستحيل، السمان والخريف.. وغيرها»، ولكنها حالة إنسانية ونموذج حياة ونضال ووطنية وبطولة يتجاوز بكثير كونها فنانة مبدعة، وهو ما جعلها تتربع على عرش القلوب رغم ابتعادها عن التمثيل منذ قدمت أخر أعمالها الفنية عام 1993 «مسلسل ناس ولاد ناس» بالتليفزيون، وفيلم الأب الشرعى فى السينما عام 1988.

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 5

وللفنانة الجميلة رصيد ضخم من المواقف الوطنية لا يقل عن إبداعها الفنى، حيث كانت على قناعة تامة بالدور الوطنى والقومى للفنان لذلك حملت طوال حياتها رسالة وطنية وقومية كما حملت رسالتها الفنية واكتسبت الكثير من صفات الجنود المحاربين، الذين لا يعرفون الاستسلام، حيث وقفت كثيرا إلى جوار الجنود على الجبهة فى حرب الاستنزاف وخلال حرب أكتوبر وكانت تنظم زيارات خلال حرب الاستنزاف للجبهة جمعت فيها الفنانين والأدباء ومنهم فطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وتعلمت كيف تروض الألم حين جمعت شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم «جيوش الشمس» مع المخرج شادى عبدالسلام، كما كانت نادية لطفي ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادي العسكري خلال حرب أكتوبر 73، حتى أنها شاركت في أعمال التنظيف، ومسح أرضية المستشفى التي كانت تمرض الجرحى بها.

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 6

واعتادت جميلة الجميلات أن تهزم الخوف عندما اخترقت الحصار الإسرائيلى لبيروت عام 1982، وقالت وقتها: «مستعدة «أدخل فى حيطان ونار مش بس حصار». وقال عنها الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة: كانت نادية لطفى امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا فى سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السورى ، هى المواقف التى منحتها المزيد من القوة والقدرة على المقاومة والنظر إلى الفن، على أنه نوع من الجهاد والكفاح فى مواجهة التردى والقبح. كما عرفت الفنانة الكبيرة نادية لطفى بمواقفها الداعمة لكل زملائها الفنانين ومنهم الفنان زكى فطين عبدالوهاب الذى أصيب بمرض السرطان وصرح فى أكثر من مناسبة بدور الفنانة نادية لطفى فى مساندته رغم محنتها مع المرض قائلا: " نادية لطفى من غيرها مكنتش أقدر أعمل أى حاجة، حسيت بجد أنى مفقدتش أمى، وكان لديها ثقة بأنى سأشفى من هذا المرض، وكانت تتحدث معى عن كيفية مقاومتها للمرض لديها وكان لديها إلحاح كبير فى متابعة سير الإجراءات بشكل سليم ومتابعة التحاليل ومواعيد الأطباء والجلسات، مش قادر أوفى كل اللى عملته معايا ولا عارف أرد لها الجميل إزاى".

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 7

لم يكن ابتعاد نادية لطفى عن التمثيل بسبب الخوف من آثار الزمن أو تقدم العمر كغيرها من الفنانات، ولذلك لم تغب عن جمهورها ومحبيها، ولم تختبئ خلف سنوات العمر التى زادتها جمالا وثقة وقوة، وعن ذلك تقول: «عمرى ما وضعت الجمال فى تقييمى لنفسى، أنا اشتغلت على العقل، وأمارس حياتى كما أريد، لأن الهروب من المرض والشيخوخة يضعف الإنسان والآن أنا امرأة جميلة الفكر، أمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار». و لخصت نادية لطفى نظرتها للسينما والفن قائلة: «الفن لا يقل تأثيرا وفعالية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إنسانية واجتماعية، ولكنه مر بفترة انتكاسة».

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 8

استطاعت نادية لطفى لسنوات طويلة أن تروض الألم، ورغم انها كانت فى الفترة الاخيرة من حياتها تقضى فى المستشفى فترات أكثر من الأوقات التى تقضيها فى بيتها وسبق أن تعرض قلبها للتوقف إلا انها تحدثت بقوة عن الألم والمرض قائلة: الألم فى حد ذاته يكسب الإنسان أشياء كثيرة أهمها الصبر، والوجع يضيف للإنسان سموا وروحانية".

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 9

ورغم اعتزالها الفن والتمثيل لم تعتزل الناس والحياة وظلت حتى أخر لحظات حياتها تؤكد أنها لا تعانى من الوحدة لأن وقتها مشغول دائما بالأحباب والقراءة، وتستطيع كما قالت عن نفسها أن تشعر بالألفة والحب حتى مع الجماد. ورغم ألامها المستمرة وتدهور حالتها الصحية لم تعرف الجميلة المناضلة الخوف حتى من الموت و قالت عنه: «الآن أسجل انطباعاتى عن الأيام، وقلبى لا يعرف الخوف، فلم أضبط نفسى متلبسة بالخوف أبدا، حتى الخوف من المرض أو الموت، وأدرك تمامًا أن الموت حق علينا، فلماذا أرهق نفسى بالموت وأنا حية أرزق وأضحك وأحب». رحلت ولكنها لم ترحل، حيث تبقى روحها المناضلة المقاومة المبدعة نموذجا ملهما فى حب الفن والوطن والحياة ..رحم الله الجميلة المناضلة نادية لطفى عن اليوم السابع.

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 10

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 11

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 12

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 13

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 14

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 15

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 16

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 17

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 18

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 19

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 20

نادية لطفي: تحدّت حصار الصهاينة بشجاعة وشاركت الفلسطينيين نضالهم صورة رقم 21