"من قلبي سلام لبيروت.. وقُبَل للبحر والبيوت" منذ ذروة اشتعال جذوة الحرب الطائفية في لبنان عام 1984 وحتى تفجير بيروت في مطلع أغسطس/آب 2020. إحدى أشهر أغاني فيروز الوطنية، التي أعطتها مكانتها الفنية الكبيرة في لبنان والعالم العربي باتت نشيداً وطنياً خالداً في كل النكبات والاحتفالات في لبنان. فهذه الأغنية التي ألفها الشاعر اللبناني جوزيف حرب، تكرس الحنين للبنان، والدمار والحزن اللذين خلفتهما الحرب في مدينتها الأشهر "بيروت".

"هي من روحِ الشعب خمرٌ.. هي من عرقِهِ، خبزٌ وياسمين.. فكيف صار طعمها طعم نارٍ ودخانِ؟" صدحت فيروز بالأغنية التي لحنها يواخين رودريغو بعد 10 سنوات من تسجيلها لأول مرة، عندما كانت تغني في ساحة الشهداء ببيروت في عام 1994، حيث كانت هذه محاولة فنية من جارة القمر لرأب صدع الحرب الأهلية الطائفية التي انتهت قبل 4 سنوات فقط.

لبيروت - فيروز

الأغنية التي عادت ترن في آذان اللبنانيين وقلوبهم مرة أخرى بدأت كرد فعلٍ على الحرب والفتنة الطائفية، حيث وصفت مشاهد المدينة التاريخية الجميلة التي حولتها الحرب إلى رماد وأطفأت القناديل حزناً.. ورغم كل الظلام والأسى فهي الملاذ الآمن والحضن الذي طلبت فيروز أن تعانقها في ختام الأغنية، وهي تقول: "أنتِ لي، آه عانقيني".

كلمات الأغنية:

لبيروت
من قلبي سلامٌ لبيروت
وقُبلٌ للبحر والبيوت
لصخرةٍ كأنها وجه بحارٍ قديم
هي من روحِ الشعب خمرٌ
هي من عرقِهِ، خبزٌ وياسمين
فكيف صار طعمها طعم نارٍ ودخانِ
لبيروت مجدٌ من رمادٍ
لبيروت من دمٍ لولدٍ حُملَ فوق يدها
أطفأت مدينتي قنديلها
أغلقت بابها، أصبحت في السماء وحدها
وحدها وليل
أنتِ لي
أنتِ لي آه عانقيني
أنتِ لي رايتي، وحجرُ الغدِ وموج سفرٍ
أزهرت جراح شعبي
أزهرت دمعة الأمهات
أنتِ بيروت لي، أنتِ لي، آه عانقيني.