تسبّبت الفنّانة المعتزلة أمل حجازي بسجال كبير وأخذ وردّ، بعد نشرها تعليقاً عبر حسابها في "فايسبوك" عن عدم صحّة الحديث المتعلّق بنجاسة الكلب، حيث كتبت: "الحديث عن أنّ الكلب نجس مخالف للقرآن الكريم. الكلب صديق وفيّ وحنون، ولو كان نجساً لكان الله ذكر لنا هذا الموضوع مثلما ذكر لنا ألّا نأكل الخنزير لأنّه مضرّ بالصحّة".
وأضافت: "إنّ الكلب ذُكر في سورة الكهف على أنّه كان صديقاً لأصحاب الكهف، وذُكر لنا أيضاً أن نأكل ممّا أمسك (بفمه)، فكيف له أن يكون نجساً! هذا مخالف تماماً للقرآن! وأنا شخصيّاً ضدّ أيّ حديث يخالف كتاب الله".
تعليق حجازي أثار موجة من التعليقات والهجوم عليها والتشكيك بإيمانها، وأنّها تتبع كتاباً غير القرآن، ممّا جعلها تردّ في منشور آخر قالت فيه: "أنا إنسانة أؤمن بالقرآن الكريم ولا أتبع أيّ حديث لا يتوافق مع الأساس الذي هو القرآن، ولا مانع لديّ في الأحاديث التي تقرّب الناس من الدين، ولا تنفّرهم منه، شرط ألّا تخالف القرآن الذي هو نور حياتي".
وبدلاً من أن تتراجع حدّة السجالات اشتعلت أكثر، ممّا جعل البعض يستفتي الأزهر الذي حسم الجدل، وأكّد صحّة كلام حجازي، التي قامت بنشر ما أفتى به الأزهر حول طهارة الكلب وعدم نجاسته.
والحقيقة أنّ رأي شوقي علام مفتي الديار المصرية، في "طهارة الكلب"، الذي أثار جدلاً كبيراً بين المصريين، أتى رداً على سؤال وُجه إليه في أغسطس/آب 2020، حول "حول حكم تربية الكلاب في الإسلام، وما إن كان الكلب "نجسا أم طاهرا؟". وقال المفتي: "اختلف العلماء حول هذه المسألة، الغالبية تعتقد بنجاسة الكلب ولكن هناك مذهب المالكية الذي نتبناه ونفتي به، ويقول إن الكلب طاهر وكل شيء فيه طاهر".
المفتي يكشف حكم تربية الكلب
وأفتى بإمكانية "التعايش مع الكلب وتعبد الرب"، قائلاً: "فإذا توضأت وجاء لعاب من الكلب على البدن أو الثوب، فلا حرج إطلاقا بالصلاة، ولا داعي لإعادة الوضوء، أو غسل الملابس". وبنى المفتي الديار المصرية رأيه على قاعدة في المذهب المالكي مُفادها أن "كل حيوان حي فهو طاهر، وقد يأتي نهي من الشرع بخصوص حيوان معين مثلا لعدم الأكل منه". ونشرت دار الإفتاء المصرية إجابة مفصلةً استعرضت فيها آراء مذاهب السنة الأربعة، حول كل ما يتعلق بأحكام اقتناء الكلاب، والاتجار بها، وطهارتها، في وقت لاحق من العام الماضي.