تعرض الفنان العراقي سيف نبيل لسيل من الانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب طريقة دخوله مسرح جرش في الأردن محمولاً على عرش فوق الأكتاف، ضمن لوحة استعراضيّة راقصة على أنغام أغنيته "فوق القمة". ورأت التعليقات التي هاجمت نبيل أنّ مهرجان جرش للثقافة والفنون ضمّ عبر تاريخه وفي نسخته الحالية أسماء أكبر وأهم منه، من دون أنّ يدخل أحدهم بهذه الطريقة الفوقية وفق المغرّدين على موقع "تويتر"، لا سيما الأردنيين.
ومن أبرز الفنانين العرب الذين يحييون فعاليات جرش هذا العام: جورج وسوف، وماجدة الرومي ونجوى كرم، وحسين الديك وسيف نبيل، إلى جانب الأردنيين عمر العبداللات، وديانا كرزون، ونداء شرارة وزين عوض، بالإضافة إلى حوالي 40 فرقة فنية وفلكلورية محلية وعربية وأجنبية، مع انعقاد مؤتمر نقدي للرواية العربية، وأمسيات شعرية وقصصية متنوعة.
سيف نبيل محمولا كالملك على عرش فوق الأكتاف
وقال المنتج الأردني نضال الخزاعلة: هذا المسرح وقف على خشبته كبار نجوم العرب ويتمنى كل نجم عربي أن يقف على عتبته، ولم يدخل أحدهم بهذه الطريقة!!". وأضاف: "سيف نبيل انت تشرفت بأن تغني في جرش، ولم تشرف أحد بدخولك بهذه الطريقة. إسأل محمد عبده وفيروز وماجده الرومي وعبدالله الرويشد وميادة الحناوي وأصالة وكاظم الساهر وراغب علامة وسعدون جابر وجورج وسوف ومحمد منير وعمرو دياب وسميرة سعيد… والقائمة تطول".
وتابع: "كيف دخلوا بتواضع وانحنوا احتراماً لجرش وجمهورها، وتعلّم كيف تدخل وتتشرف وتضع بتاريخك أنك غنيت على الجنوبي بجرش… ولكن الحق مو عليك.. الحق على اللي سمح لك بذلك". ورغم تفاعل الجمهور الحاضر في الحفل مع أغنياته، التي قدم أشهرها، إلا أن البعض إعتبر طريقة دخوله المسرح لا تليق بعراقة مهرجان جرش، ومنهم من إتهمه بالتكبر وطريقة دخوله لا تتماشى مع المقولة التي يعتمدها دائماً وهي "من تواضع لله رفعه".
أما الصحافي ماهر عريف، فقد كتب عبر حسابه في الفيسبوك: "لست ضد دخول المغنّي سيف نبيل محمولاً على "عرش" يضاهي شكل أحد سلاطنة العثمانيين، ولا أرفض نوع الأغاني التي يقدمها بطابعها الإيقاعي الراقص، ولا أنكر جماهيريته الواسعة المرتبطة ب"اليوتيوب"، لكن لا الأولى والثانية تليق بمكانة وعراقة مهرجان جرش، ولا الثالثة كافية حتى يطأ مسرح المدرج الجنوبي، أحد أكبر أحلام؛ أهم الأسماء الفنية. لقد استباح نبيل هذا الموقع التاريخي والأثري، والفني، ليس فقط لولوجه مدخل المسرح مرفوعاً على الأكتاف ضمن "هودج"، ومحاطاً بما يشبه الحرس، وترافقه فتيات يُظهرن ما يدل على الإغواء، بل كذلك لتحويله الخشبة الرصينة إلى استعراضات جسدية لا تدلل على معان فنية وجمالية أكثر منها للإبهار المدمج بإضاءات تشبه ما يستخدم في الملاهي الليلية".
وأضاف: "يردد نبيل وهو يتباهي بارتداء ثياب "الفارس، الأمير، المغوار"، وبمرافقة موسيقى صاخبة "ماينس ون"، وحركات تشبه رياضة القفز في المكان، أغنيته "أنا فوق القمة"، مستوحياً الاستعراضات من "فيديو كليب" يظهر خلاله على كرسي فخم، ويمسك بعصا، للدلالة على السلطة والجاه، وتنهال عليه الشابات، ويستقل أغلى المركبات، ويعيش في رفاهية متعالية! نحن نقول لمن حصد حضوره من خلال مشاهدات بالملايين عبر "يوتيوب"، وظهر يسخر من وزن متسابقة في برنامج هواة، ويتحدث دائماً في الإعلام بوصفه "صنعَ نجاحاً خارقاً"، ويقدم صورة مقلدة عن أفعال محمد رمضان: "تفضّل، إفعل ما تشاء على مسرح جرش"!".
وتابع: "ليست المرة الأولى التي يصل فيها نبيل هذا المهرجان، وقف في المدرج الجنوبي عام 2018، وكان "جرش" أول من منحه فرصة كبيرة، تفوق حجم رصيده الفني، وليس هذا المكان الأمثل، لنوع ما يقدمه. منذ عاد "جرش" عام 2011، ونحن نكرر ضرورة عدم المساس بهذا الصرح الفني والتاريخي العريق. وقفنا باستغراب شديد أمام ظهور بعضهن على مسرح الجنوبي، مثل رولا سعد التي لم يكن لديها صوت طربي، ولا رصيد غنائي لا قبله ولا بعده، وكذلك مايا دياب التي استعرضت شكلها وثيابها فقط، وأيضا دينا حايك التي جاءت ولم يحضر معها شيء يستحق الانصات. هذا فضلاً عن مرور لا يقل تساؤلاً شمل أسماء لا تتناسب مع المهرجان مثل سعد المجرد وجوزيف عطية. إذا كان المقياس هو "الصوت الطربي"، فهؤلاء لا يملكونه، وإذا كان الجمهور فقط فإن هيفاء وهبي ومحمد رمضان يغلقان أكبر المدرجات لمشاهدة ألـ "شو" دون محتوى، وإذا كان المقياس الرصيد الفني فهم لا يقدمون ما يَبقى في رصيد الفن".
وتابع قائلا: "لا نطالب بحصر المشاركات على "الجيل القديم" وما يُطلق عليه "الزمن الجميل"، ليس فقط لأن هناك أسماء فارقت الحياة وأخرى أحيلت إلى الغياب، ولكن كذلك لأحقية مشاركة الأجيال المختلفة، ولكن بما يتلاءم مع اعتبار "جرش" غاية فنية تلامس الحلم، وليس تحويله إلى ساحة عبور مباحة، ومتاحة للجميع. لا تنتقصوا من قيمة مهرجان يعد في مقدمة أمثاله عربياً، ولا تنسوا ما قاله وديع الصافي في زيارته الأخيرة إلى عمّان قبل وفاته: "جرش.. عرش الفن". لا تسمحوا لمن يصعدون "عرش الأنا"، أن يهزوا مقام وقيمة "عرش الفن"".