أعلنت وزارة الإعلام ونعت نقابة الفنانين في سوريا، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن وفاة الفنان السوري صباح فخري، الذي يعد أحد أبرز أيقونات الفن في العالم العربي، عن عمر ناهز 88 عاماً. وكالة الأنباء التابعة للنظام في سوريا (سانا) قالت إن "وزارة الإعلام ونقابة الفنانين تنعيان الفنان السوري الكبير صباح فخري".

كان ظهور صباح فخري قد أصبح نادراً بسبب حالته الصحية، وقد ظهر في العام 2019 في دار الأوبرا بدمشق، وكانت علامات الشيخوخة قد بدت عليه واضحة، إذ كان يتحرك ببطء شديد. إلا أن فخري وعلى الرغم من كبر سنه ظل يتمتع بروح الدعابة أمام جمهوره. على شبكات التواصل الاجتماعي، نعى عرب وفاة فخري ووصفوه بأنه من أبرز القامات في الوطن العربي.

يُعتبر صباح فخري من مشاهير الغناء في سوريا والعالم العربي، ولد في 2 مايو/أيار عام 1933 في حلب، واسمه الحقيقي صباح الدين أبو قوس، إلا أنه أطلق عليه اسم صباح فخري نسبةً للصحفي والشاعر السوري الراحل فخري البارودي الذي رعى موهبته. كان في شبابه موظفاً بأوقاف حلب ومؤذناً في جامع الروضة هناك، ثم أسس فرقة سلاطين الطرب، وغنى عشرات الأغاني منفرداً وبصحبة مشاهير آخرين مثل وردة، وقد شغل منصب نقيب الفنانين في سوريا لأكثر من مرة.

وأحيا الفنان العديد من الحفلات في الدول العربية والمدن الأجنبية، وحصد الكثير من الألقاب والجوائز والأوسمة حتى أنشأت مصر جمعية فنية باسمه. وكان الفنان صباح فخري بدأ الغناء في الإذاعة السورية عام 1948، حيث اشتهر بصوته الرخيم وغنائه اللون الطربي الأصيل. وعلى رغم نجاحه الفني، إلا أن الفنان قرر مواصلة دراسته، فدرس المرحلة الثانوية في المعهد العربي الإسلامي في حلب، وتخرّج منه في عام 1952، حاصلاً على شهادة تأهيل للتّدريس، وقد عمل فعلاً مدرّساً في عام 1953.

وأصبح صباح فخري واحداً من أعلام الغناء العربي والعالم واُشتهر في السجلات العالمية للمطربين كواحدٍ من أهم مطربي الشرق، حيث لحّن فخري وغنى عدداً من القصائد العربية لشعراء مثل أبي الطيب المتنبي، وأبي فراس الحمَداني، ومسكين الدارمي، وابن الفارض، والروّاس، وابن زيدون، وابن زهر الأندلسي، ولسان الدين الخطيب. استطاع فخري أن يطبع في أذهان العرب عدداً من الأغاني، أبرزها "قل للمليحة، وخمرة الحب، وابعت لي جواب، وقدّك المياس".

كما لحّن وغنى لشعراء معاصرين مثل: فؤاد اليازجي، أنطوان شعراوي، د. جلال الدهّان، د.عبد العزيز محي الدين الخوجة، عبد الباسط الصوفي، عبد الرحيم محمود، فيض الله الغادرين، عبد الكريم الحيدري، وللفنان صباح فخري خمس أسطوانات كبيرة، وعشرين كاسيت صوت بمدّة ساعة لكل منها، من أعماله الأكثر شعبية، مثل "مالك يا حلوة مالك" و"خمرة الحب اسقنيها" و"قدك المياس"، و"يا طيرة طيري يا حمامة"، و"آه يا حلو"، من التراث والفلكلور السوري.

كان الفنان الراحل فخري قد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد أن غنى لعشر ساعات متواصلة في العام 1968. كذلك حصل فخري على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007 وذلك تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل. كما شغل مناصب عدة، فانتخب نقيباً للفنانين، ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب، ومديراً لمهرجان الأغنية السورية. وضرب الرقم القياسي في الغناء عندما غنى في مدينة كاركاس بفنزويلا مدة 10 ساعات دون انقطاع سنة 1968.

وشغل الفنان الراحل خلال مسيرة حياته العديد من المناصب، وهي نقيب الفنانين في سوريا ونائب رئيس اتحاد الفنانين العرب. كذلك، انتُخِبَ عضواً في مجلس الشعب السوري في دورته التشريعية السابعة لعام 1998 وعضواً في اللجنة العليا لمهرجان المحبة في اللاذقية وعضواً في اللجنة العليا لمهرجان الأغنية السورية ومديراً عاماً للمهرجان الأول والثامن.